ذاكرة الطيب. «الطيب»: ذاكرة العالم لا تكتمل دون الأزهر الشريف

وكان أبو هريرة يقدّر وجهة نظر عمر، ولكنه أيضا كان واثقا من نفسه ومن أمانته، وكان لا يريد أن يكتم من الحديث والعلم ما يعتقد أن كتمانه اثم وبوار ثم لبست درعها، وعجلت عن خمارها وخرجت وهي تقول : أشهد أن لا اله الا الله، وأِشهد أن محمدا عبده ورسوله
أخذت تختال في خاطره أطيافُ غابرهِ، وهب واقفاً وأخذ ينظر إلى الفراغ، واتجه نحو جمله السحار ، فأسرجه ووضع عليه كل ما يلزم أعمال الهمبتة، ولا تزال تلك الإبتسامة التي علت وجه صديقه طه الضرير والتي تدل على الرضا عالقة بذهنه عندما كان يترنم بشعر لأحد الهمباتة حاكى حاله في تلك اللحظة: ختينا السروج في النوق بعد ما ادّّلن وطوينا السلوب يا أم ريد بعد ما انحلّن 21 ليالي الراحة يا السوسيو بشوفن ولّن 22 على الواحيّة مجبور والدراهم قلّن 23 ثم استرجع ود ضحوية ذكرى اجتماعهما على ما أحبه فؤاديهما من صنوف المغامرات وركوب المصاعب والمخاطر وفاءً لتلك القيم التي يحملانها في صدورهما، وتذكر كيف ان ركبهما إتجه غرباً نحو جبرة القابعة بدار حامد القاصية من أجل النهيض، ولم تكن مغامرتهما سهلة أو يسيرة، إنما كانت شاقة وعسيرة، فقبل ان يفوزا بغنيمتهما من الإبل، تعرضا لوابل من الرصاص، ودارت معركة عنيفة بينهما والأبّالة، إنتصرا فيها إنتصاراً مبيناً، وهاهي غنيمتهما من الإبل تتهادى أمامهما وقد إمتلاءاً زهواً وفرحة والطيب ينظر الى طه ويقول: جبرة بعيدة ما اتسّف على السواها الغابة أم كتر بي حزمو عقبان جاها الأكل السلات الكسرة ما بنطراها نصرف رزمة لي ست الكيوف يا طه غير أنه لم ينس تلك المغامرة التي ضمته مع صديقه الحبيس عندما إقتادا إبلاً من قبيلة البازة على الحدود الحبشية، وأن رجال البازة الأشداء فزعوا على أثرهم بأسلحتهم النارية والبيضاء، وحاصروهما حصاراً محكماً، وفي هذا الموقف الذي تعجز فيه الألسن عن النطق، قال الطيب لطه وهو يستثير شجاعته وصموده بلغة خاصة: زمنك كلو تاكل باردة ما ضق حارة وأطرى الليلة يا طه أم حمد والسارة درق البازة جاك زي السحابة التارة وحس أب جقرة والقربين صواقعاً كارة غير أنه لم يجد من صديقه إلا الشجاعة والبسالة حينما رد عليه قائلاً: باكل حارة ما ضُق باردة ماك داريني واسعل مني ربعاي البعرفوا قريني حس أب جقرة والقربين دوام طاريني أنا أخو اللينة كان يبقى الحديث عانيني وتذكر كيف كان لهذا الشعر من أثر عميق في نفسيهما، وكيف زادهما شجاعة وإقداماً وصموداً الى أن تحقق لهما النصر على فزع البازة الذين تركوا أرض المعركة وفروا ناكصين على أعقابهم كما فرت حُمرٌ من قسورة، ثم سرت ارتعاشات سكرى غشت كيانه ورجّت وجدانه رجاً عندما سمع صديقه الضرير يقول: كم شديت على تيساً بتب بي عقالو 24 خرت الدرعة بي عزمو وطرح شيالو 25 مريبيت البشاري أب مسكنا جبالو 26 ود ضحوية منك وا درادر حالو 27 فقفز من جمله وضرب الأرض برجله وهو يحاول ان يرد الفضل بالفضل ويقول: أبوك يا الزينة عكاهن قبض في روسن 28 الهوج والشرق فوق العواتي بكوسن 29 أمسوا الليلة بي الصنج الكتير جاموسن 30 نووا العودة لي الغاليات ورفيع ملبوسن هكذا كانت تسير بهما الحياة وتعطيهما من أليفها ووريفها ما تمنياه، ومن لدنها الرفقة الأنيسة، ومن أغوارها الصحبة النفيسة وانه رضي الله عنه بما يملك من هذه الموهبة، وهذه الثروة، لمن أكثر الأصحاب مقدرة على نقلك الى تلك الأيام التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، والى التحليق بك، اذا كنت وثيق الايمان مرهف النفس، في تاك الآفاق التي شهدت روائع محمد وأصحابه، تعطي الحياة معناها، وتهدي اليها رشدها ونهاها

«الطيب»: ذاكرة العالم لا تكتمل دون الأزهر الشريف

.

الطيب التريكي
وحين أرسل أبو موسى الأشعري الى العراق قال له : " انك تأتي قوما لهم في مساجدهم دويّ القرآن كدويّ النحل، فدعهم على ما هم عليه، ولا تشغلهم بالحديث، وأنا شريكك في ذلك "
الطيب الصديقي
«الطيب»: ذاكرة العالم لا تكتمل دون الأزهر الشريف
ولقد كان عطوفا على الحيوان، واكنت له هرة، يطعمها، ويحملها، وينظفها، ويؤويها

مهرجان الحواس : سوق الطيب ومطعم طاولة

وحين وليّ أبو هريرة البحرين ادّخر مالا، من مصادره الحلال، وعلم عمر فدعاه الى المدينة.

27
قطرة في ذاكرة الخريف
وقد أشتهر طه بعدائه الشديد للانجليز، وله مواقف مشهودة معهم
أبو هريرة
Printer 2 - انقر بالزر الأيمن على رمز الطابعة ثم اختر من القائمة
ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: الطيب بن مَلوك الوجدي (أواخر القرن 18 و بداية القرن 19) الحلقة 120