إفشاء السلام إفشاء السلام أعم من رده ، إذ هو يشمل إلقاء السلام ورده والدعوة إليه ؛ فالْإِفْشَاء الْإِظْهَار ، وَالْمُرَاد نَشْر السَّلَام بَيْنَ النَّاس لِيُحْيُوا سُنَّته ، ولا يشك عاقل في أن إفشاء بالسلام من عوامل التآلف بين الناس ، وإشاعة الأمن والمحبة فيما بينهم ، ولذلك حث النبي في أحاديث كثيرة على إفشاء السلام ونشره ، منها : ما رواه أحمد ومسلم وأهل السنن إلا النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : " لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " 1 | كَفُّ الأَذَى من حق الطريق وآدابه : لزوم كف الأذى ، والمراد به السلامة من التعرض إلى أحد بالقول والفعل مما ليس فيهما من الخير ؛ أي : الامتناع مما يؤذي المارة من نحو احتقار وغيبة ، أو غير ذلك من الإيذاء القولي والفعلي ؛ فلا يجلس حيث يضيق عليهم الطريق ، أو على باب منزل من يتأذى بجلوسه عليه ، أو حيث يكشف عياله أو ما يريد التستر به من حاله ونحو ذلك ؛ ولا يؤذي المارين بقول ولا فعل ؛ وفي الصحيحين عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ " ؛ قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ ؟ قَالَ : " يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ " ؛ قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : " يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ " ، قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : " يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ " قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ ؟ قَالَ : " يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ " 1 ؛ ومعنى : " يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ " أي : صدقة على نفسه ، والمراد أنه إذا أمسك عن الشر لله تعالى كان له أجر على ذلك ، كما أن للمتصدق بالمال أجر |
---|---|
؟ الإجابة هنا آداب الطريق | إهداء الأعمى الأعمى حالة خاصة - أيضًا - تحتاج مزيد اهتمام ، إذ قد تستدعي هدايته الأخذ بيده والسير معه حتى يوصله إلى المكان الذي يريد ؛ وهذا من الآداب العظيمة التي دعا إليها الإسلام ، وحذر من أن يُضلل الأعمى عن الطريق ، وعده من كبائر الذنوب التي توجب اللعن ، فعند أحمد وابن حبان والحاكم من حديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ كَمَهَ الْأَعْمَى عَنْ السَّبِيلِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَهُ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " 1 ؛ وما توعد عليه اللعن فهو من الكبائر ؛ والعلم عند الله تعالى |
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - - عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : " فِي ابن ادَمَ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِائَهِ سُلاَمَى , أوْ عَظْمٌ , أوْ مِفْصَلٌ , عَلَى كُلِّ واحِدٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَة : كُلُّ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ صَدَقَةٌ , وَعَوْنُ الرَّجُلِ أخَاهُ صَدَقَةٌ , وَالشَّرْبَةُ مِنَ الْماءِ يَسقِيهَا صَدَقَةٌ , وَإِمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ " 3 ؛ وَمَعْنَى كَوْن الْإِمَاطَة صَدَقَة أَنَّ من أماط الأذى تَسَبَّبَ إِلَى سَلَامَةِ مَنْ يَمُرُّ بِالطريق مِنْ الْأَذَى ، فَكَأَنَّهُ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ فَحَصَلَ لَهُ أَجْر الصَّدَقَة ؛ أفاده ابن حجر - - في فتح الباري.
18والكلمة الطيبة يثاب عليها المسلم ، وتقدم حديث أبي هريرة في الصحيحين وفيه : " وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ " | |
---|---|
الطريق يشترك فيه الناس إلا ما كان ملكا خاصًّا | لقد جاءنا الإسلام بحقوق وآداب تتعلق بحد الطريق ، وإشغالات الطريق ، وآداب الطريق ؛ وبيَّن علماء الإسلام ما يتعلق بأحكام هذه الأمور وأحكام الاعتداء على تلك الحقوق والآداب |
ومن سماتهم إنهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، فهم أصحاب الأخلاق العالية، والآداب الرفيعة، في مشيهم وهديهم ودلهم، وفي حديثهم أولى وأحرى، مع صدقهم، وقوة حجهم وحلمهم وصفحهم، وإعراضهم عن البذيء من القول، والفحش من الحديث، وتجنباً لحماقة الحمقى، وسفاهة السفهاء.