قوله : المسلم قيل الألف واللام فيه للكمال نحو زيد الرجل أي : الكامل في الرجولية | والمراد بالناس هنا المسلمون كما في الحديث الموصول ، فهم الناس حقيقة عند الإطلاق ; لأن الإطلاق يحمل على الكامل ، ولا كمال في غير المسلمين |
---|---|
والمقصود بالمسلم هنا المسلم الذي تم إسلامه وكمل وهو الذي امتثل أمر الله سبحانه وتعالى واتبع نبيه e ، وليس المقصود أن من لم يسلم الناس من لسانه ويده فليس مسلمًا ، وإنما من يفعل ذلك فهو مسلم عاص | والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيءِ »رواه الترمذي وغيره وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي |
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون وإن كف اللسان من أشد ما يكون على الإنسان وهو من الأمور التي تصعب على المرء وربما يستسهل إطلاق لسانه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ » | وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ |
---|---|
وفي بعض العهود والأوقات والأماكن قد يضعف أهل الإسلام والإيمان، وتضعف شوكة أهل الصلاح، ويقوى عليهم أهل الشر والفساد، فعلى المسلم أن يبحث عن مكان وبيئة أصلح من هذه، فيهاجر إليها ويترك هذا المكان الذي تسلط فيه أهل الكفر والضلال وقويت شوكتهم فيه، وتسمى هذه الدار: "دار كفر" | يسرنا أن نعرض لحضراتكم تعديل القطاع الديني لموضوع الخطبة ، مع التأكيد على الالتزام بالملاحظة المذكورة في أخرها |
فيا ويل الَّذين يظْلمُونَ النَّاس ويبغون فِي الأَرْض بِغَيْر.
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام | |
---|---|
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله | والهجرة بالمعنى الأخير، وهو ترك ما نهى الله عنه تشمل النوع السابق بالمعنى الأخير، وهو ترك ما نهى الله عنه، وبيان ذلك أن مما نهى الله أن يقيم المسلم في دار الكفر مقهوراً مغلوباً وهو قادر على ترك هذا المكان إلى غيره مما هو آمن وأصلح منه فتكون هجرته بهجران ما نهى الله عنه وهو الإقامة بين ظهراني الكفار |
و للأذية صور كثيرة ، وعلى المسلم أن يتجنب جميعها ؛ خاصة ما ورد النص عليه تنبيها لخطره وتعظيما لأثره.
24