وكان عمر بن عبد العزيز لا يجف فوه من هذا البيت | ولا سبيل لانطلاق شعب الإيمان من قلب المسلم إلّا بتمام الإيمان في قلبه، وسطوع نوره خالصاً من الرياء، وأن يكون المسلم على علم ومعرفة بشعب الإيمان، وحتى يصل المسلم إلى هذه المرتبة الرفيعة في الإيمان لابد له من مجاهدة نفسه، والإكثار من الطاعات؛ كالحرص على تلاوة الأذكار، وقراءة القرآن، ومدارسة العلم، والتوجّه إلى الله -تعالى- بشتّى أنواع العمل الصالح، وقد حاول عدد كثير من الناس إصلاح فروع الإيمان وأجزاءه، وتركوا أصل الإيمان، وأمّا الصالحون العالمون بالله -تعالى- فإنهم يشتغلون بإصلاح أصل الإيمان وتزكيته، ولا ينسون معالجة فروع الإيمان |
---|---|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن كتاب شعب الإيمان، أو الجامع لشعب الإيمان ـ كما سماه مؤلفه: الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي المولود سنة: 384 المتوفى سنة 458 هجرية ـ سفر جليل في بيان شعب الإيمان التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان | اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2021 |
الخامس: في إيمان المقلد والمرتاب | كيفية معرفة شعب الإيمان أظهر الإمام ابن حبان -رحمه الله تعالى- عناية وحرصاً شديدين بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شعب الإيمان، وأنّ عددها بضع وسبعون شعبة، وقال: إنّ البضع يطلق على الأعداد من ثلاثة إلى تسعة، وبناءً على ذلك يمكن أن يبلغ عدد شعب الإيمان تسع وسبعين شعبة، وعدد الطاعات التي ذكرها الله -تعالى -في وبيَّن أنّها من الإيمان لا تبلغ بضعاً وسبعين، وكذلك عدد الطاعات التي جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان لا تبلغ ذلك، ولكن بجمع الطاعات الواردة في القرآن الكريم مع الطاعات الواردة في السنّة النبويّة، وترك المكرّر منها يصل العدد إلى تسع وسبعين شعبة |
---|---|
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر | وليس يقبل عذرا في تجنيه |