وقال الغزالي في الإحياء: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود ما من عبد يعتصم بي دون خلقي فتكيده السموات والأرض إلا جعلت له مخرجاً | أولاً : ورد الترغيب في الشرع في الإكثار من الدعاء ، وعدم الاستعجال ، وذلك لأن الدعاء عبادة عظيمة محبوبة لله تعالى ، بل ورد الترهيب من ترك الدعاء ؛ لأن تركه يدل على الاستكبار |
---|---|
وذكر الطبري عن وهب بن منبه في خبر أسا بن أبيا أحد ملوك بني إسرائيل، واعتصامه بالله من عدوه وتضرعه بين يديه، وفيه عن الله تعالى: إنه لا يهون من توكل علي، ولا يضعف من تقوى بي، كنت تذكرني في الرخاء وأسلمك عند الشدائد، وكنت تدعوني آمنا وأنا أسلمك خائفا، إن الله القوي يقول: أنا أقسم أن لو كايدتك السموات والأرض بمن فيهن لجعلت لك من جميع ذلك مخرجا | انظر كيف كان فضل الدعاء في أن يرد البلاء، ومع ذلككثير من الناس لا يهتمون بأمر الدعاء، ولا يرفعون أكفهم يسألون الله حاجتهم، رغم أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون الله في كل شيء حتى شراك النعل |
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ".
17الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأما المعنى الأول: فقد روي في عدة أحاديث، منها ما رواه الطبراني في كتاب الدعاء من حديث جابر مرفوعا: إن العبد ليدعو الله عز وجل وهو يحبه فيقول الله عز وجل: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وأخرها، فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته، قال: وإن العبد ليدعو الله عز وجل وهو يبغضه فيقول الله عز وجل: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وعجلها، فإني أكره أن أسمع صوته | لما تقابل الشخص المناسب ، هتلاقى كل حساباتك إختلت ، الحيطان العالية و الأسوار إللى مخبى وراها قلبك هتنهار ، و من غير إذنك ، فجأة هتلاقى نفسك فاتح أبوابك ليه ، تلاقى نفسك بتعمل الحاجات إللى قولت لنفسك قبل كدة إنك مش هتعملها! وعزاه العراقي للديلمي في مسند الفردوس وضعفه |
---|---|
وروى الكلاباذي في معاني الأخبار من حديث أنس مرفوعا: إذا أحب الله تعالى عبدا صب عليه البلاء صبا وسحبه عليه سحبا، فإذا دعا، قالت الملائكة: صوت معروف، وقال جبريل صلوات الله عليه: يا رب عبدك فلان اقض له حاجته، فيقول الله تعالى: دعوا عبدي، فإني أحب أن أسمع صوته | ومنها ما رواه الطبراني في معجمه الكبير والبيهقي في الشعب من حديث أبي أمامة مرفوعا: إن الله عز وجل يقول للملائكة: انطلقوا إلى عبدي، فصبوا عليه البلاء صبا، فيأتونه فيصبون عليه البلاء، فيحمد الله، فيرجعون فيقولون: يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا، فيقول: ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته |
رواه البخاري 5981 ومسلم 2735.