يقول المرعشي في شأن مراتب الإخفاء، وأعلم أن الإخفاء على ثلاث مراتب، يتوقف بيانها على تقديم مقدمة هي: أن الغنة صفة النون الساكنة، وأثرها الباقي عند إخفاء ذاتها، فمعنى صغر إخفاء النون: كبر أثرها الباقي، ومعنى كبر إخفائها: صغر أثرها الباقي، إذ ذاتها معدومة عند الإخفاء على كل حال | صعيدًا طيبًا، من طيبات، فإن زللتم، فأنزلنا، وإن فاتكم، يومئذٍ زرقًا، من تحتها، منتهون، منضود، جناتٍ تجري، مسفرة ضاحكة، من ضل، ظلًا ظليلًا، من ظهير |
---|---|
أما تعريف الإخفاء في الاصطلاح ، هو أن تنطق بالحرف الذي يكون في حالة وسط بين الإدغام والإظهار ، وهو خال من أي تشديد وتبقى الغنة بالحرف الأول وقد يكون في كلمتين أو كلمة واحدة حيث في اللغة العربية العديد من | الإخفاء في الاصطلاح هو النطق بالأحرف بحالة وسطية ما بين الإظهار والإدغام، ويخلو من التشديد مع مراعاة بقاء الغنة في الحرف الأول، ويكون الإخفاء في كلمة واحدة أو في كلمتين |
حروف الإخفاء يبلغ عدد حروف الإخفاء الحقيقي 15 حرفاً، فإذا جاء حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة، أو بعد التنوين في كلمة، أو في كلمتين، وجب إخفاؤهما، وقد تم جمع حروف الإخفاء في البيت الآتي: صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما وقال بعضهم: ضحكت زينب فأبدت ثنايا تركتني سكران دون شراب طوقتني ظلما قلايد ذل جرعتي جفونها كأس صاب كيفية النطق بالإخفاء يقول ابن الجزريّ في النطق بالإخفاء أثناء : لا بدّ وأن يترك القارئ فرجة صغيرة في الشفتين عند النطق بالإخفاء، للسماح للهواء بالمرور، إذ إنّ إطباق الشفتين يتسبّب بعدم ظهور الإخفاء، كما أنّ إخفاء الميم لا يعني إعدام وجودها مطلقاً، بل يعني إضعافها، وإخفاء جزء يسير منها في الجملة، ويكون هذا بتقليل الاعتماد على مخرجها، وهو الشفتين؛ وذلك لأنّ قوة النطق بالحرف يعتمد بشكل كبير على مخرجه، وإخفاء جزء منه يتطلّب تجاهل المخرج شيئاً يسيراً.
13سبب الإخفاء : هو أن النون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج لحروف الإدغام قدما، ولم يبعد مخرجهما عن مخرج حروف الإظهار فيظهرا، ولذا كان لهما محکم متوسط بين الإظهار والإدغام، وهو الإخفاء | ومن الأمثلة عليه مثل قول أتبني بناء الخالدين وإنما مقامك في الدنيا لو نظرت له قليل ، كلبهم باسط فاحكم بينهم ، ترميهم بالحجارة |
---|---|
كذلك فإن إخفاء الميم ليس معناه عدم وجودها بشكل مُطلق، بل الهدف هو إضعافها، وإخفاء جزء صغير من الجملة، من خلال عدم الاعتماد الكامل على مخرجها وهي الشفتين، حيث أن قوة نطق الحرف تعود بشكل كبير لمخرجه، ولإخفاء جزء من الحرف يحتاج تجاهل للمخرج بشكل قليل | ويرجع سبب الإخفاء للاشتراك في المخرج ، والتجانس في عدد من الصفات مثل الاستفال والانتفاخ ، وللثقل الذي يكون في الإظهار فيؤدي الحال به الحال للإخفاء |
أما التنوين: فهو الحركات التي تكتب في نهاية بعض الكلمات وتتكون من فتحتين أو جزأين أو جزأين ، ومن أمثلة ذلك: "عليم" حكيم ، "عارف" ، "شيء".