أما ختم صلاة الليل بالوتر فلا يجب، بل هو مستحب على قول جماهير العلماء، لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك بقوله المتفق عليه: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا | قضاؤها يعتبر قضاء الوتر أمر مشروع، فمن نسي أداءها ليلاً يمكنه أن يقضيها نهاراً كصلاة الضحى شفعاً لا وتراً، وإن كنت تصلي الوتر ثلاث ركعات كل ليلة ونسيت أدائها، فيمكنك قضائها نهاراً بأربع ركعات في تسليمتين، أمّا إن كنت تصليها خمس ركعات فيمكنك قضائها ست ركعات في ثلاث تسليمات وهكذا مع ازدياد عدد الركعات |
---|---|
وروى البخاري 472 ومسلم 749 أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : صَلَاة اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى | وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وهي دالة على أن الوتر ينتهي بطلوع الفجر |
وروى الترمذي 469 عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَقَدْ ذَهَبَ كُلُّ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالْوِتْرُ ، فَأَوْتِرُوا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ صححه الألباني في صحيح الترمذي.
11عدد ركعات صلاة الوتر تؤدّى صلاة الوتر بعددٍ مُتابينٍ من الركعات، وأقلّ الوتر ركعةً واحدةً، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: الوترُ ركعةٌ من آخرِ الليلِ ، ويجوز الوتر بثلاث ركعاتٍ تختلف عن ركعات المغرب، لقول النبي: لا توتِروا بثلاثٍ أوتِروا بخمسٍ أو بسبعٍ ولا تشبَّهوا بصلاةِ المغربِ ، فلا يجوز للمسلم أداء صلاة الوتر بثلاث ركعات مثل صلاة المغرب، فإمّا أن يسردها جميعاً بجلوسٍ واحدٍ في آخرها، وإمّا أن يسلّم من الركعتين، ثمّ يصلّي ركعةً واحدةً ويسلّم منها، وذلك ما ورد عن أنّه مِن فعل النبي عليه الصلاة والسلام، كما يجوز الوتر بأداء خمس ركعاتٍ أو سبعٍ، لا يسلّم المصلّي منهن إلّا مرةً واحدةً، فيكون أداء الركعات بشكلٍ متصلٍ، بتشهّدٍ واحدٍ في آخرهنّ، ثمّ التسليم منهن، ودليل ذلك ما روته أم سلمة -رضي الله عنها- عن النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قالت: كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يوترُ بخَمسٍ، وبِسبعٍ، لا يفصِلُ بينَها بسلامٍ، ولا بِكَلامٍ ، وإن نوى المصلّي أداء الوتر تِسْع ركعاتٍ؛ فعيله الجلوس والتشهّد بعد الركعة الثامنة، دون التسليم، ثمّ القيام للإتيان بالركعة التاسعة، وبعد التاسعة يجلس ويتشهّد ويسلّم، وإن كانت النية أداء إحدى عشر ركعةً، فعلى المصلّي التسليم من كلّ ركعتين، ثمّ إنهاء الصلاة بأداء ركعةٍ واحدةٍ | إنّ أفضلَ وقت الوتر هو الثلثُ الأخير من الليل، لمن تيّسر له ذلك، أمّا إذا خاف المسلم أن تفوته الصلاة، فيغلبه النّوم، فلا يستيقظ آخر الليل فالسنّة أن يصليه أوّل الليل، وقد نُهي عن أن تصلى الوتر مثل صلاة المغرب، أي بثلاث، إذ لا ينبغي أن تُشبّه النّافلةُ بالفريضة، فإذا أوتر بثلاث فالجواز أن يصليَ ثنتين، ثمّ يسلّم، ثمّ يصلّي الثالثة، ويسلّم، أو يصليهم ثلاثَ ركعات بتسلمية واحدة، وتشهدٍ واحد، وتجوز الجماعة في التهجّد، والشفع، والوتر أحياناً، وليس دائماً |
---|---|
، أمّا اصطلاحاً فتعني الصلاة التي تؤدّى بين صلاة العشاء والفجر، وسمّيت بذلك لأنّها تصلّى وتراً؛ أي ركعة مفردة كركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو أكثر | وقد جاء عن جماعة من الصحابة أنه لا حرج في صلاة الوتر بعد أذان الفجر إلى إقامة الصلاة ، منهم : ابن مسعود ، رواه النسائي 1667 وصححه الألباني في صحيح النسائي ، وابن عباس ، رواه مالك في "الموطأ" 255 ، وعبادة بن الصامت ، رواه مالك في "الموطأ" أيضاً 257 رضي الله عنهم أجمعين |
قلنا : يا رسول الله ما هي ؟ قال : الوتر ، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وهي دالة على أن الوتر ينتهي بطلوع الفجر ، وإذا لم يعلم المصلي طلوع الفجر اعتمد على المؤذن المعروف بتحري الوقت ، فإذا أذن المؤذن الذي يتحرى وقت الفجر فاته الوتر ، أما من أذن قبل الفجر فإنه لا يفوت بأذانه الوتر ولا يحرم به على الصائم الأكل والشرب ، ولا يدخل به وقت صلاة الفجر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم متفق على صحته.