المانوية أصحاب ماني بن فاتح قالوا: إن العَالم مصنوعٌ من أصلين قديمين، ولكن قالوا باختلافهما في النَّفس والصُّورة والعقل والتَّدبير، ووضع الشهرستاني جدولاً لبيان الحروف عندهم بين النور والظلمة | وافراد الله تعالى بأن له الأسماء الحسنى لا فيها أحد وأن له الصفات العلى لا يشبهه فيها أحد |
---|---|
ثم هذه الأشياء كانت فاقِدة للوُجود، فكيف تستطيع أن تَهبَ الوجودَ لنفسها؟ ومعلوم أنَّ فاقد الشَّيء لا يُعطيه، وأمَّا على التَّفسير الثَّاني للطَّبيعة بأنَّها خصائص الأشياء: فإنّه باطل؛ لأنَّ الأشياء إذا عَجزت عن إيجاد نفسها فَمِن باب أَولى أن تَعجز صفاتها عن إيجادها؛ لأنَّ الذَّات أقوى من الصِّفات، والصِّفة تابعة للمَوصُوف، فكيف تخلقه وهي تابعة له؟ ثم هذه الطَّبيعة فإنَّها لا شعور لها، فهي عبارة عن آلة محضَة، فكيف تصدر عنها الأشياء، ويكون فيها دقة وإبداع وإتقان؟ ثم نقول: إن المُستَقر في الفِطَر أنَّ الأشياء قسمين: خالقٌ ومخلوقٌ، فكيف يكون الخالق مخلوقاً والمخلوق خالقاً ؟ فهذا لا يكون | و الاله في اللغة : بمعنى المعبود |
عيسى بعث الله تعالى سيدنا عيسى إلى بني إسرائيل ليُكمل حجج الله تعالى عليهم جميعًا بأن بعث الله لهم جميع الأنبياء، والرسل لهدايتهم، وليُؤمنوا به وحده، وإفراده بالعبادة، وإفراده بالقوة، والقدرة، والإرادة، وأنه لا يُعجزه شيء، ومع ذلك لم يُطيعوه، وأصروا على كفرهم.
12سابعاً: من حقَّقَه دخل الجنَّة بغير حساب ولا عذاب | ويقصدون بتوحيد الأسماء والصفات: أي إثبات كل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله من الأسماء والصفات على وجه يليق بكماله وجلاله، دون تكييف أو تمثيل، ودون تحريف أو تأويل أو تعطيل، وتنزيهه عن كلِّ ما لا يليق به |
---|---|
والتعبد له ركنان وشرطان لصحته، أما الركنان: فغاية الخضوع والتذلل لله، وكمال المحبة له | فإن قال قائل: ما هو الفرق بين الخوف والحبِّ؟ فالجواب: أن متعلق الحبِّ هو الذَّات والصِّفات، وأما الخوف فإنَّه متعلقٌ بذنب العبد وعقوبة الله، ولا شكَّ أنَّ لله أسماءً تُخوِّف العبد كالجبار مثلاً، وكذلك إذا عرَف أنَّه شديد العقاب، لكن بالنسبة للمحبَّة تتعلق بالذَّات والصِّفات، والخوف ليس مرجعه الذَّات وإنما بطش الله وذنوب العبد، وعاقبتها وهي مفعولات الله تعالى، العذاب التعذيب بالنار ونحو ذلك، والحب سببه الكمال والخوف سببه توقع المكروه |
ومن أعظم فضائله: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
هذه هي العبادة، هي طاعة الله بفعل المأمور وترك المحذور، كما تُطلَق العِبادة على المفعول أي المتعبد به، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يُحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة" | ادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين، فاسألوهم إن كانوا ينطقون، فتعجيز الآلهة الأخرى تقرير لتوحيد الألوهية |
---|---|
أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهَا النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: إِذا يَتَّكِلُوا | وهذا هو معنى شهادة ألا إله إلا الله — وتمام تحقيقها بشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم |