وصل نبأ نكبة الفرس في المذار إلى كسرى، فبعث "الأندرزغر" على رأس جيش عظيم، وأردفه بجيش آخر عليه "بهمن جاذويه"، وتحرك "الأندرزغر" حتى انتهى إلى الولجة، وخرج "بهمن جاذويه" يريد أن يحشر جيش المسلمين بينه وبين "الأندرزغر"، وتجمعت القوة الفارسية في الولجة، ولما بلغ خالداً وهو بالثني قرب تجمعُ الفرس ونزولُهم الولجة، رأى أن من الأفضل للمسلمين أن يهاجموا هذه الحشود الكبيرة من ثلاث جهات حتى يفرقوا جموعهم ويفاجئوهم، ولكي يؤمِّن خطوطه الخلفية أمر سويد بن مقرن بلزوم الحفير، وتحرك بجيشه حتى وصل الولجة، فبعث بفرقتين لمهاجمة حشود الفرس من الخلف والجانبين، وبدأت المعركة واشتد القتال بين الفريقين، وشدد خالد بهجومه من المقدمة، وفي الوقت المناسب انقض الكمينان على مؤخرة جيش العدو فحلت به الهزيمة المنكرة، وفر "الأندرزغر" مع عدد من رجاله ولكنهم ماتوا عطشاً | فضائله إن من فضائله -رضي الله عنه- أن الأمة اجتمعت على صحّة خلافته فهذا فضلٌ عظيم، وكان الصديق -رضي الله عنه- رفيق الرسول -عليه السلام- وصاحبه الأحب إليه، والصديق -رضي الله عنه- من أوائل من دعا إلى الإسلام من ، وأسلم على يده عددٌ كبيرٌ من الصحابة منهم: عثمان بن عفان، الزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعثمان بن مظعون، وأبو عبيدة، وعبد الرحمن، وأبو سلمة، وخالد بن سعيد رضوان الله عليهم جميعاً |
---|---|
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه | من هو ابو بكر الصديق من هو ابو بكر الصديق « من هو أصدق هذه الأمة » { ابو بكر الصديق } من هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه، اسم ابو بكر الصديق هو عبد الله بن أبي قحافة وقيل عتيق، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي من قبيلة تيم، وأمه اسمها: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، أول من آمن بالنبي صل الله عليه وسلم من الرجال، وصديقه ومصدقه ورفيق دربه يوم هجرته إلى المدينة وصاحبه، وخليفته |
من هو ابو بكر الصديق وكانت وفاته بعد وفاة الرسول بسنتين وثلاثة أشهر في 13هـ، ونعاه الصحابة وتأثروا لفقدهم رجلاً مثله، فقال فيه الإمام علي بن أبي طالب: «اليوم انقطعت خلافة النبوة»، «رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول الناس إسلاماً، وأكملهم إيماناً، وأخوفهم لله، وأشدهم يقيناً، وأعظمهم عناءً، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صحبة، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم به هدياً وخلقاً وسمتاً وفعلاً».
4وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً | نظرة الغرب يقول المؤرخ والكاتب الأمريكي في كتابه "محمد وخلفاؤه" عن أبي بكر: لقد كان رجلاً حُكمه عظيم، يقظاً حذراً، إدارياً بارعاً، أهدافه ومقاصده صادقة وغير أنانية، وموجهة نحو مصلحة القضية وليس نحو مصلحته الشخصية، وخلال فترة حكمه لم يخن شيئاً من أمور الدنيا الخسيسة، وكان لا يبالي بالثراء والبذخ والرفاهية، ولم يَقبل أي أجر مقابل خدماته، إلا مبلغاً زهيداً كافياً ليعيش حياة عربية من أبسط أنواع الحياة، حيث كانت حاشيته تتكون من جمل وعبد أسود، وأما الدخل الفائض الذي كان يدخل خزينته فقد كان يوزعه كل يوم جمعة، جزء منه يمنحه مكافأةً وتقديراً، والباقي يمنحه للفقراء، وكان دائماً على استعداد بأن يساعد المفجوعين والمكروبين من ماله الخاص |
---|---|
، من أعظم أعمال أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- أنّه كان سبّاقًا للإسلام، وأكثر الناس ثباتًا يوم وفاة الرسول -عليه السلام-، أما عن أعماله قبل الهجرة النبوية أنّه أعتق سبعًا من العبيد المسلمين كانوا يتعرضون للتعذيب من قريش ومنهم: -رضي الله عنه-، أما عن أعظم أعماله بعد توليه الخلافة هو حرب المرتدّين، فعلى الرغم من أنّه كان رؤوفًا ورحيمًا إلا أنّه أصرّ على حرب المرتدين وكان صلبًا جدًا في ذلك الموقف، ، وقد كان أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- كثير الكرم والصدقة والعطاء، كما كان حريصًا على المحبة والأخوة بين والمسلمين، وكان يتصف بالورع والتواضع والزهد والخوف من الله -تعالى- ويعفو عن المسيء، ، وقد تولى أبو بكر بكرٍ الصديق الخلافة بعد التحاق الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالرفيق الأعلى، وكانت مدّة خلافته عامان وسبعة أشهر، وكانت فترة خلافته فترة مهمة جدًا، خصوصًا أنها بعد وفاة النبي -عليه السلام- مباشرةً، ففي هذه الفترة زادت الفتن وامتنع البعض عن الصلاة والزكاة، وقال وقتها: "لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعه"، توفي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في يوم الإثنين من شهر جمادى الأولى، في العام الثالث عشر من الهجرة، وكان عمره ثلاثة وستون عامًا، وأوصى بأن تغسله زوجته أسماء بنت عميس، وإن لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن، كما أوصى -رضي الله عنه- بأن يُدفن إلى جانب الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فكان له ذلك، وجُعل رأسه عند كتفي الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقد ورد عن أنها قالت: "مات ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح "، وقد ورثه أبوه وزوجتاه: أسماء بنت عميس وحبيبة بنت خارجة والدة أم كلثوم، وورثه أبناؤه: عائة ومحمد وعبد الرحمن وأسماء وأم كلثوم، وقد قيل أنّه مات مسمومًا من اليهود، حيث مات بعد سنة من هذا السم، وبهذه الكلمات القليلة، تمت كتابة بحث عن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- | وقد ذكره الله -عز وجل- في كتابه الكريم، فقال تعالى: إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا ، وكانت معيّة الله -سبحانه- تحفّه هو ورسوله في حادثة الهجرة، وكان من أتقى الناس وأعلمهم بالكتاب والسنة، وتميَّز أهل بيته بإسلامهم وخدمتهم للإسلام، وكان -رضي الله عنه- أول من يوافق النبي بالشورى، ووحده من كان يفتي بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أثنى عليه النبي لتقديمه أمواله كلّها للدعوة، كما أنه قُدّم إماماً للصلاة في حضرة النبي، وفي السنة التاسعة للهجرة كان أميرًا للناس في ، ووصّى النبي بعدم إغلاق باب الصديق -رضي الله عنه- الذي في المسجد النبوي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ ، ولقد وصّى الرسول -عليه السلام- الناس إذا استشكل عليهم أمراً أن يستعينوا بالصديق -رضي الله عنه- من بعده، وكانوا يأتونه بالمواقف الصعبة، وفي المرض الذي توفي فيه النبي -عليه السلام- استدعاه ليكتب له كتاباً يتضمّن خلافته له بعد موته، وكان رضي الله عنه أشجع الناس وأصبرهم في حادثة وفاة النبي، فوقف وخطب بالناس وصبَّرهم رغم شدّة حزنه |