وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ أي : جُعلت منصوبة قائمة راسية تساهم في استقرار الأرض و ثباتها عن الاضطراب | ثم رجَّح الإمام ابن جرير فقال: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنَّ الله قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} لم يخبرنا أنه عَنَى غاشيةَ القيامةِ، ولا أنه عَنَى غاشيةَ النَّارِ، وكِلتاهما غاشيةٌ، هذه تَغشَى الناسَ بالبلاءِ والأهوالِ والكُروبِ، وهذه تغشى الكفارَ باللَّفْحِ في الوجوهِ، والشُّواظِ والنُّحاسِ، فلا قول أصحُّ من أنْ يقالَ كما قال جلَّ ثناؤه، ويُعمَّ الخبرُ بذلك كما عَمَّهُ |
---|---|
سورةُ الغَاشية وردَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرؤُها في صلاةِ العيدِ والجُمعة | س3: بين معاني الكلمات التالية: الغاشية، خاشعة، ناصبة، آنية، ضريع، لاغية، نمارق، زرابي، مبثوثة، نُصبت، إيابهم |
معانى معانى الغاشية : يعنى القيامة لأنها تغشاهم.
ومن البديهي أن من أسلم وأنكر ركنًا من أركان الاسلام حبط عمله لأنه لم يؤمن بقلبه صادقا | قال الحافظ أبو بكر البرقانيّ: حدّثنا إبراهيم بن محمّدٍ المزكّي، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا هارون بن عبد اللّه، حدّثنا سيّارٌ، حدّثنا جعفرٌ قال: سمعت أبا عمران الجونيّ يقول: مرّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه بدير راهبٍ، قال: فناداه، يا راهب، يا راهب |
---|---|
ثم قال جل وعلا: {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} أي: ألا ينظر العباد إلى هذه الأرض كيف سطحها الله -جل وعلا- لينتفع بها العباد، وهذه السطحية للأرض لا تنافي أن تكون الأرض بيضاوية الشكل، أو أن تكون الأرض كروية الشكل؛ لأن كروية الأرض مما أجمع عليه العلماء قديماً وحديثاً وأجمع عليه علماء المسلمين سابقاً، ولكن الجرم إذا كان كبيراً فإنه يكون له سطح، كلما صغرت الكرة كلما قل سطحها، وكلما عظمت هذه الكرة كلما توسع سطحها، وهذه الأرض كروية الشكل، أو بيضاوية الشكل، ولكنها لعظمها وكبرها صار ما عليها سطحاً كسطح البيت، يسكن عليه العباد، وينتفعون به، وهذا آية عظيمة من آيات الله -جل وعلا- | {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} والسررُ: جمعُ سريرٍ، وهي المجالسُ المرتفعةُ في ذاتها، وبمَا عليهَا من الفرشِ اللينةِ الوطيئةِ |
ثم إنما يجوز فيه التقديم والتأخير مع القرينة، أما مع اللَّبْسِ فلا يجوز؛لأنه يلتبسُ على المخاطَبِ، ومعلوم أنه ليس هنا قرينة تدلُّ على التقديم والتأخير، بل القَرِينةٌ تدلُّ على خلافِ ذلك، فإرادةُ التقديم والتأخيرِ بمثل هذا الخطاب خلاف البيان، وأمرُ المخاطَب بفهمِه تكليفٌ لما لا يُطاق….
وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة { نَاعِمَةٌ } أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور | قد تقدّم عن النّعمان بن بشيرٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ بـ{سبّح اسم ربّك الأعلى}، و"الغاشية" في صلاة العيد ويوم الجمعة |
---|---|
إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ : تولىّ أي أعرض و رفض العمل بأركان الإسلام فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ : أي يعذّبه عذاب الآخرة الشديد الدائم | قال جل وعلا: {أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} والإبل: خلق من مخلوقات الله، وبهيمة من بهائم الأنعام، وفيه من عجائب صنع الله -جل وعلا- وقدرته، شيء عظيم لو تأمله العبد وأبصر به لعلم أن هذا الإبل لا يمشي في هذا الكون إلا بإذن الله -جل وعلا-، وأن هذا الخلق من لدنه جل وعلا |
وَقَوْلُهُ : أَيْ : قَدْ عَمِلَتْ عَمَلًا كَثِيرًا ، وَنَصَبَتْ فِيهِ ، وَصَلِيَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا حَامِيَةً.