يعدّ صوم شهر رمضان المبارك من أكبر حُرمات الله تعالى، فهو خُمس الدين، لكونه أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد جعله الله سبحانه وتعالى ميداناً للتنافس بين المسلمين وفرصة لكسب الأجر والاجتهاد في الطاعات وتحصيل الأجور، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وفيه أنزل القرآن في ليلة القدر العظيمة، إلا أنّ من الناس من لم يقدر شهر رمضان قدره الصحيح فكانوا فيه كما يكونون في غيره إلا أنهم تركوا المأكل والمشرب في نهاره، ثم انتهكوا حرمته بما أرادوا من أقوال وأفعال، حيث أن من صور انتهاك حرمة رمضان المبارك أن يستطيل الإنسان ساعاته، فيقضيها بالكسل والنوم والغفلة عن الطاعة والعبادة، وقد ينام عن الصلوات الخمسة ولا يؤديها إلا متكاسلاً، حتى إذا جاء وقت الإفطار سارع إلى المأكل والمشرب، مع أن المراد من رمضان أن يعوّد الإنسان نفسه على ترك شهواته والتقليل من المأكل والمشرب |
ترك الذنب أو المعصية المراد التوبة عنها، فلا يجوز للإنسان أن يتوب وهو ما زال قائماً بمعصيته مداوماً عليها |