وهو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما، كما حصل في قصة يونس عليه السلام | فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ولتوحيد الأسماء والصفات شرح الطحاوية ص: 29- 32- 41 ، تيسير العزيز الحميد ص: 23 ، قرة عيون الموحدين ص: 5 |
---|---|
ومن السنة النبوية ما جاء في الصحيحين ،عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي على حمار، فقال لي: يا معاذ، أتدري ما حق الله تعالى على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم | ، فإن من عبد الله تعالى وحده، وآمن بأنه المستحق وحده للعبادة، دل ذلك على أنه مؤمن بربوبيته وبأسمائه وصفاته، لأنه لم يفعل ذلك إلا لأنه يعتقد بأن الله تعالى وحده هو المتفضل عليه وعلى جميع عباده بالخلق, والرزق, والتدبير, وغير ذلك من خصائص الربوبية، وأنه تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلا، التي تدل على أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له |
قال ابن القيم رحمه الله: كل سورة في القرآن هي متضمنة للتوحيد، بل نقول قولاً كلياً: إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه | وأما توحيد الألوهية فهو متضمن لتوحيد الربوبية؛ لأن من عبد الله ولم يشرك به شيئاً فهذا يدل ضمناً على أنه قد اعتقد بأن الله هو ربه ومالكه الذي لا رب غيره |
---|---|
أما شروط العبادة فهي: معرفة الإله تعالى ، ومعرفة شرع دينه الجزائي | وهذا هو معنى شهادة ألا إله إلا الله — وتمام تحقيقها بشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم |
ومن جملتها: الله — الغفور — الرحيم — التواب، وهذا هو توحيد الألوهية انظر: الكواشف الجلية عن معاني الواسطية للشيخ عبد العزيز السلمان ص: 421-422.
15فإذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه، وطلبت الطريق الموصل إليه، وقمت بطاعته على الوجه الأكمل، وإذا عظمته خفت منه، كلما هممت بمعصية، استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت، وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء يوسف : من الآية 24 ، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممت بمعصية، وجدت الله أمامك، فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية، لأنك تعبد الله رغبة ورهبة | ويعبر بعض أهل العلم بالعبادة بدل التعبد، ولا فرق، إذ مراده بالعبادة معناها المصدري وهو التعبد |
---|---|
ويقصدون توحيده بربوبيَّته: أي الإقرار بأنه واحد في أفعاله، لا شريك له فيها، كالخلق والرَّزق والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور والتصرف في الكون، وغير ذلك مِمَّا يتعلق بربوبيته | ويقصدون بتوحيد الألوهيَّة: أي توحيده بأفعال العباد، كالدعاء والخوف والرَّجاء والتوكل والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذَّبح والنَّذر، وغيرها من أنواع العبادة التي يجب إفراده بها، فلا يُصرف منها شيء لغيره، ولو كان ملكا مقربا أو نبيا مرسَلاً، فضلاً عمَّن سواهما |
الإله الحقيقي هو الإله بالمحبة والخوف والوقار والتبجيل ، وجميع أنواع العبادة ، وهو أول ما يطلب من الشخص المسئول والواجب الأخير عليه ، فهو الأول الذي يدخله الفرد.