حديث الرسول عن الغضب. هدي النبي في الغضب

اهـ ورواه الترمذي بلفظ : جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ فقال: علِّمني شيئًا ولا تُكثرْ عليَّ لعلَّي أعيهُ قال: " لا تغضبْ " اهـ وفي حديث عبدالله بن عمرو عند أحمد أنه سأل النبي " ما يباعدني من غضب الله " قال: " لا تغضب "
على الرغم من كون النبي صلى الله عليه وسلم نبيًّا من الأنبياء يتلقَّى الوحي من السماء، غير أن المشاعر الإنسانية المختلفة تنتابه كغيره من البشر، فتمرُّ به حالات من الفرح والسرور، والحزن والضيق، والرضا والسكينة، والغضب والغيظ وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ "

النهي عن الغضب

وشكا إليه رجلٌ من إطالة الإمام في صلاته ومشقته على المصلّين، فغضب - صلى الله عليه وسلم — حتى قال أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال : يا أيها الناس، إن منكم منفّرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة متفق عليه.

نماذج من غضب النَّبي صلى الله عليه وسلم عندما تنتهك حرمات الله
ولو أن الناس فعلوا هذا في أمورهم كلها لما حصل كثير من الطلاق الذي نراه، وقطيعة الأرحام، والمشاكل بين الجيران، والمشاكل في داخل البيوت وخارجها وبين الناس في الشارع، وفي كل مكان
النهي عن الغضب
فحري بكل مسلم ومسلمة أن يكون بعيداً عن أسبابه؛ لكي ينجو من الانحطاط الخلقي الذي يمارسه الغاضب من سوء في المقال، وخبث في الأفعال بدون تمعنٍ في عاقبة الخذلان
النهي عن الغَضَب في السنة النبوية
فهو جدير بهدم هذا البناء الخلقي؛ وهو مدعاة إلى المقت والخذلان، وصفة ذميمة تعافها النفوس، وتشمئز منها ، وتُمَزِّق التعاون والتآلف، وتنحدر بصاحبها إلى الهاوية؛ لأن الغضب طبع ذميم يشوبه والغطرسة والعجب والغرور؛ فما إن يتمكن في حتى يجعله كالرميم؛ لأنه محرق للفؤاد، ومشتتٌ للذهن، ومنغصٌ للحياة، ومدمرٌ للأسر، وقاطع للأرحام، ومفرق للجماعات، ومزهق للأرواح، ومظهر للأفعال بدون ترتيب ونظام وتفكير وبناء للألفاظ؛ فهو جالبٌ للخصوم، ومضيع للحقوق، وساكبٌ للأحقاد في قلوب العباد 1
و عن عبد الله بن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على مارية القبطية وهي حاملٌ بإبراهيم وعندها نسيبٌ لها قدم معها من مصر فأسلم، وكان كثيرًا ما يدخل على أمِّ إبراهيم وأنه جبَّ نفسه فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق قليلٌ ولا كثيرٌ، فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يومًا عليها فوجد عندها قريبها فوجد في نفسه من ذلك شيئًا كما يقع في أنفس الناس، فخرج متغير اللون فلقيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعرف ذلك في وجه فقال: يا رسول الله أراك متغير اللون؟ فأخبره ما وقع في نفسه من قريب مارية فمضى بسيفه فأقبل يسعى حتى دخل على مارية فوجد عندها قريبها ذلك فأهوى بالسيف ليقتله، فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسه فلما رآه عمر رضي الله عنه رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره، فقال: «إن جبريل أتاني فأخبرني أن الله سبحانه وتعالى قد برأها وقريبَها مما وقع في نفسي، وبشرني أن في بطنها غلامًا وأنه أشبه الخلق بي وأمرني أن أسميه إبراهيم» 9 ثانيا : التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فهو الذي يوقد جمرة الغضب في القلب ، يقول الله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } فصلت : 36 ، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجلين يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة ، لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، ذهب عنه ما يجد ، وعلى الغاضب أن يكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار ؛ فإن ذلك يعينه على طمأنينة القلب وذهاب فورة الغضب
وفي أحد أسواق المدينة وقع خلافٌ بين صحابي وأحد تجّار اليهود، فقال اليهوديّ : " والذي اصطفى موسى على البشر "، فلطمه رجل من الأنصار وقال له : " تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ "، فذهب اليهودي إلى النبي — صلى الله عليه وسلم — يشتكي ما أصابه، فغضب عليه الصلاة والسلام وقال : لا تفضلوا بين أنبياء الله متفق عليه غيرة سعد بن عبادة رضي الله عنه: ويذكر عن سعد بن عبادة أنه كان شديد الغيرة لم يتزوج إلا بكرا وما طلق امرأة وقدر أحد أن يتزوجها 13

النهي عن الغَضَب في السنة النبوية

وخرج - صلى الله عليه وسلم — ذات يومٍ على بعض أصحابه وهم يتنازعون في القدر، فغضب حتى احمرّ وجهه كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقال : أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا أرسلت إليكم ؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر ".

26
النهي عن الغَضَب في السنة النبوية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فإن الغضب شعلة من نار تلظى، تطلع على الأفئدة، تحرق الوقار والسكينة وحسن السمت
نماذج من غضب النَّبي صلى الله عليه وسلم عندما تنتهك حرمات الله
اهـ وهذا يدل على أن الغضبان مكلف في حال غضبه بالسكوت فيكون حينئذ مؤاخذة بالكلام، وقد صح عن النبي أنه أمر من غضب أن يتلافى غضبه بما يسكته من أقوال وأفعال وهذا هو عين التكليف له بقطع الغضب، فكيف يقال إنه غير مكلف في حال غضبه بما يصدر منه؟!!
ما قاله الرسول عن الغضب
اهـ وأخرج أحمد من حديث ابن عباس : " وإذا غضب أحدكم فليسكت "
اهـ وفي رواية أخرى عند أحمد أن رجلا قال : " يا رسول الله قل لي قولا وأقلل علي لعلي أعقله، قال :" لا تغضب " ، فأعاد عليه مرارا كل ذلك يقول: " لا تغضب " لا فرق في ذلك أن يكون النظر من رجل لامرأة، أو امرأة لرجل: كما جاء عن أُمَّ سَلَمَةَ أم المؤمنين أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه و سلم وَمَيْمُونَةَ قَالَتْ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم احْتَجِبَا مِنْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ» 19
لأن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم تختلف من شخص لآخر؛ قال أهل : اختلاف إجابات النبي صلى الله عليه وسلم تبعًا لاختلاف السائلين فالمقصود أن معرفة ذلك لا تجدي نفعاً في مثل هذا الموضع، المقصود أن نستفيد الفوائد التي ينبني عليها العمل، ويحصل بها إصلاح النفس والحال، وذلك أن الإنسان يجدر به أن يسأل من يعتقد عنده النفع، والفهم الصحيح، والعلم والتقوى والصلاح أن يوصيه بوصية ينتفع بها

حديث «لا تغضب»

وتبرز قيمة العنصر الأخلاقي في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم — في وضع هذه الانفعالات المتباينة في إطارها الشرعي، حيث هذّبها وصانها عن الإفراط والمغالاة، والتفريط والمجافاة، بل أضاف لها بُعدا جديداً حينما ربطها بقضيّة الثواب والاحتساب، وكان شعاره — عليه الصلاة والسلام — في ذلك : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق رواه البيهقي.

27
حديث الرسول لا تغضب
اهـ وأخرج أحمد من حديث ابن عباس : " وإذا غضب أحدكم فليسكت "
احديث عن الغضب
وفي موقفٍ آخر رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يلبس خاتمًا من الذهب، فغضب ونزع الخاتم من يد الرجل وطرحه في الأرض وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده"
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الغضب
كما يهتم بالشباب من خلال موقع قصة الإسلام لايت