والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف بأي شيء سوى الله عز وجل، ووصف الحلف بغير الله بأنه شرك، فقال صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك رواه الترمذي | |
---|---|
حتى يهرب إليها المسافرين من ضوضاء وإزعاج الآخرين |
ومنه قوله: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان ، وفي معناه قول من لا يتوقى الشرك: أنا بالله وبك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، وهذا من الله ومنك، ووالله وحياتك، وأمثال هذه الألفاظ التي يجعل قائلها المخلوق نداً لله، وهي أشد منعاً وقبحاً من قوله: ما شاء الله وشئت | ولو عاش لقمان الحكيم وتجول ماشياً أوراكباً في شوارع الرياض التي باتت ما شاء الله مزدحمة أو شوارع من أخرى بالمملكة خصوصاً في أسواق جدة أو مكة أو المدينة فسوف يكتشف أن هناك أصواتا أفظع وأبشع وأعلى من صوت الحمار، كأصوات أبواق السيارات |
---|---|
ومنها : أن على طالب الحق، ومتبع الصواب أن يأخذ الحق أينما وجده، ولو كان عند غير أهله، كما يقال: الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها أخذها، فلا يمنع الإنسان العداوة الشخصية أو الدينية أو غيرها من قبول الحق، والإذعان له كيفما كان، وهذا هو المصيبة الطامة عند العوام، فإنهم لا يتلقون الحق إلا عند من يعتقدونه، ولو أتاهم غيره بالحق الواضح لا يقبلونه، بل يردونه، فقول من يعتقدونه، قال الشيخ الفلاني، أحب إليهم من قول من لا يعتقدونه: قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه هي الداهية العظمى حلت بضعفاء الإيمان, فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه هذا اليهودي، وقال له ما تقدم، قبِل منه ذلك، لأنه حق، ونبه أمته، وأرشدهم إلى ما هو الصواب، ولم يقل: إنه يهودي | وقال ابن عثيمين: "قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: باب كراهة قول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان، والكراهة هنا يراد بها التحريم، يعني أنك إذا تقول: ما شاء الله وشاء فلان، أو: ما شاء الله وشئت، أو ما أشبه ذلك |
لكنه صلى الله عليه وسلم ضرب لأصحابه والمسلمين من بعدهم المثل في قبول الحق من أي شخصٍ كان ولو كان من غير المسلمين، فتوجه نحو أصحابه مصححاً لهم خطأهم، ومبينا لهم الصواب فيما ينبغي أن يكونوا عليه.
26