وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من | وجنة الكافر، فإذا نظرت إلى ما يكون للمؤمن من النعيم المقيم الذي لا يُقادر قدره، وما يكون في الدنيا فالدنيا سجن بالنسبة للجنة، وأما بالنسبة للكافر وما يلقاه من العذاب الأليم أبد الآباد فالدنيا بالنسبة له جنة، حتى لو كان يعيش في كوخ، لو كان يعيش في سقيفة، في عريش، لو كان يعيش تحت ظل شجرة في الدنيا هي جنة بالنسبة له بالنظر إلى عذاب النار الذي ينتظره |
---|---|
فالرزق غير الإمامة، الإمامة في الدين لا تكون إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح واليقين، بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، لكن الإمامة لا تكون لأهل الظلم والفجور، الإمامة في الدين فلا يصلح أن يكون قدوة يأتم الناس به على ضلال وفجور، أو أهواء وبِدع ونحو ذلك | اللهم احقن دمائهم …اللهم ول عليهم خيارهم اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم و سلم ذراريهم و أموالهم |
إذًا لا تغتر بما يُعطى للكفار هو أقل من جناح بعوضة، فلا يُفتن أهل الإيمان بما يُعطى لهؤلاء من ألوان النعيم واللذات والتمكين والثروات، وسابقًا قوة الاقتصاد، وأما الآن فتعرفون ما يعصف باقتصادهم، وما يُعانونه ويُكابدونه، لكن كل ذلك لا يساوي عند الله جناح بعوضة، فلا يغتر المؤمن إذا عرف هذا، هذا من جهة هو قليل فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثم لو نظرنا أيضًا إلى عمر الإنسان حينما يُمتع هذا الإنسان المُمتع كما يعيش إلى ستين إلى سبعين إلى ثمانين إلى تسعين إلى مئة، وإذا وصل إلى المئة تلاشت قواه، وبدأت خلايا المخ تضعف، أو تموت، وينسى كل شيء، ولا يعرف حتى زوجته وأولاده، إذا جالس وقال من هذا؟ من أنت من هذا الرجل الذي جالس؟ ويجلس ويتحدث ويُعيد الكلام مرة بعد مرة، ثم يُعيد ويسألك مرة أخرى ويقول لك من أنت، فتُخبره ثم ما يلبث أن يلتفت ويقول من أنت؟ بعد ما كان في غاية الذكاء وحضور الذهن، هذه الحياة الدنيا إذا عُمر الإنسان.
11دعاء على أعداء الوطن فلابد من أن أسعى لافادة وطنى بما حققته من علم وعمل ومال، فعل سبيل المثال لو لدينا أموال نرغب فى استثمارها، فبدلا من الاستثمار فى الخارج، نستثمر فى الداخل ونشارك وطننا فى المشاريع الخيرية والمفيدة لك ولوطنك ولأبناء وطنك | رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ابن عباس |
---|---|
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من ىمن منهم بالله واليوم الآخر تلاوة المنشاوي | والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه |
والسعادة -أيها الأحبة- ليست في أكلة يأكلها الإنسان، ولا في منظر يُشاهده، ولا في أريكة يتكئ عليها، فهذا البائس والله لو أجلسته على آرائك منسوجة بالذهب والفضة، وأطعمته الفالوذج فإنه يبقى زاهدًا في ذلك كله، وفي حال من البؤس والمعاناة.
6