لقد كان يحدثها عن السعادة فتخبره عن الأحزان | لكن غيابه لم يكن فراقاً ، بل هو بقاء الهواء نقياً لأجلك |
---|---|
فللزهرة مقدرة أن تتقلب مع أحداث يومها لتفهم الفلاح أن الغد يوم جديد! إلى أي درجةٍ تعمق بي ؟ و كيف تفاعلت روحي مع خفقاته ؟ لحظة الفراق جعلته يعزفُ على أنغام وتره الناعم وحيداً | أتدرين يا نفس ما أخشاه عليك ؟ إنما أخشى من ذلك الهواء الذي استنشقناه أن يزوره أحد سوانا! حينها أقرر أن أفارق هواؤك ، لأدفع بذلك العاشق عن جنونه! بل هو السبيل لأن يفرش كلاهما سجادته للصلاة وهو يتذكرها حين تعانق ثوب صلاته الأبيض لتسجد |
لحظة الفراق جعلته يعزفُ على أنغام وتره الناعم وحيداً | |
---|---|
ماطعمه ؟ مارائحته ؟ كيف شكله ؟ وماهي ألوانه ؟ كل شبيهات تلك الأسئلة لم يلتفت لها حين عرف أعظم من ذلك! فالتساؤلات لم يكن يعرفها حقيقةً حين لازمه الهواء |
.
شاهدته ذات مساءٍ وهو يدفع عاصفةً تحمل الكثير من الأتربة والأوسخة تريد أن تؤذيكما ، كان يدفعها بقدر استطاعته حتى كان التصدي لها من اسباب ابتعاده | |
---|---|
لقد ولِد الحبُ حراً يريد أن يعلمنا أن نكون مثله أحراراً ، أحراراً بأن لا نقف أمامه ممتنعين أن نتنفسه سوياً و أن يخالط كياننا ويشهد بذلك على تحركاتنا | حتى ترى الروح براهين ذلك في قوله { قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا } فلم تكن امرأة العزيز أكثر معرفة بالعشق دام أنّ الرب واحد ولم يكن ليوسف أن يمتنع لولا أنه أراد البقاء بـ { لَوْلا } أراد ذلك عليه السلام ورضيَ بالسجن ليبقى الحبُ عذباً عذباً من أي قيدٍ قد يصوره بشكلٍ مختزل |
.
26