وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب ، وهو مناسبة ، لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى ؛ فلهذا قال : وفي هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى ، وإرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك ؛ ولهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك ، وهو قادر عليه ، كما جاء في الصحيحين ، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex | تذهب الآن إلى مرقده هو نفسه، فتجد من يمسك بالشباك ويقبله، وهو الذي يقول في كتابه: ولا تقبله، فإن ذلك من أعمال اليهود |
---|---|
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين آية عظيمة القدر والمعنى والمغزى، في أعظم سورة وأشرفها، سورة الفاتحة، التي جعلها الله تعالى أم الكتاب، وأساس الذكر في الصلوات، فلا تصح صلاة بغير أم الكتاب | الفوائد: 1 ـ من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: {إياك نعبد}؛ ووجه الإخلاص: تقديم المعمول |
Obaid Bin Gebaly is currently the Senior Web Developer , Database Administrator and Assembly analysis of Computek Training Centers CTC.
3عَزَّوَجَلَّ میں تجھ سے سوال کرتا ہوں اور تیری طرف نبیِ رحمت حضرت محمد صَلَّی اللہُ تَعَالٰی عَلَیْہِ وَاٰلِہ وَسَلَّمَ ک ے ساتھ متوجہ ہوتا ہوں اے محمد! ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى أمور كثيرة كالرزق، والشفاء، لا يقدر عليها الإنسان، فعندما تدعو إنساناً أن يشفيك، أو يرزقك، أو يمنحك شيئاً هو لا يملكه لنفسه قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ، هو لا يملك لنفسه، فمن أين يعينك؟ نعم يمكنه أن يعينك في حمل طاولة، تستعين به فتقول له احمل معي هذه، وهو يقدر على ذلك، أما فيما لا يستطيع أن يعينك عليه إلا الله عز وجل فالأحياء لا يملكون أن يعينوك عليه، ومن باب أولى الأموات | قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي — رحمه الله تعالى -: "وقوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه، فكأنه يقول: نعبدك ولا نعبد غيرك، ونستعين بك ولا نستعين بغيرك |
---|---|
وقال بعض الصوفية : العبادة إما لتحصيل ثواب ورد عقاب ؛ قالوا : وهذا ليس بطائل إذ مقصوده تحصيل مقصوده ، وإما للتشريف بتكاليف الله تعالى ، وهذا - أيضا - عندهم ضعيف ، بل العالي أن يعبد الله لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال ، قالوا : ولهذا يقول المصلي : أصلي لله ، ولو كان لتحصيل الثواب ودرء العذاب لبطلت صلاته | العبادة في اللغة من الذلة ، يقال : طريق معبد ، وبعير معبد ، أي : مذلل ، وفي الشرع : عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف |
وقَرَنَ العبادة بالاستعانة ليدل على أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بعبادة الله إلا بإعانة الله له وتوفيقه، فهو إذن شعار وإعلان أن الإنسان لا يستطيع أن يعمل شيئاً إلا بعون الله، وهو إقرار بعجز الإنسان عن القيام بالعبادات، وعن حمل الأمانة الثقيلة إذا لم يعنه الله — تعالى — على ذلك، فالاستعانة بالله علاج لغرور الإنسان وكبريائه عن الاستعانة بالله، واعتراف الإنسان بضعفه.
28وقدم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص، واهتماماً بتقديم حقه — تعالى — على حق عبده، والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة | وقدم العبادة على الاستعانة لكون العبادة هي علة خلق الإنس والجن: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فالعبادة هي حق الله، والاستعانة هي مطلب من مطالبه، وحق الله أولى من مطالبه قال الإمام بن القيم — رحمه الله -: "وتقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل، إذ العبادة غاية العباد التي خلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها، ولأن إياك نعبد متعلق بإلوهيته واسمه الله، وإياك نستعين متعلق بربوبيته واسمه الرب، فقدم إياك نعبد على إياك نستعين، كما قدم اسم الله على الرب في أول السورة، ولأن إياك نعبد قسم الرب فكان من الشطر الأول الذي هو ثناء على الله — تعالى — لكونه أولى به، وإياك نستعين قسم العبد، فكان من الشطر الذي له وهو اهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة، ولأن العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة من غير عكس فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به، ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكمل وأتم، ولهذا كانت قسم الرب، ولأن الاستعانة جزء من العبادة من غير عكس، ولأن الاستعانة طلب منه والعبادة طلب له، ولأن العبادة لا تكون إلا من مخلص، والاستعانة تكون من مخلص ومن غير مخلص، ولأن العبادة حقه الذي أوجبه عليك، والاستعانة طلب العون على العبادة، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته |
---|---|
وَتَحَوُّلُ الْكَلَامِ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْمُوَاجَهَةِ بِكَافِ الْخِطَابِ ، وَهُوَ مُنَاسَبَةٌ ، لِأَنَّهُ لَمَّا أَثْنَى عَلَى اللَّهِ فَكَأَنَّهُ اقْتَرَبَ وَحَضَرَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى ؛ فَلِهَذَا قَالَ : وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ السُّورَةِ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِالثَّنَاءِ عَلَى نَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ بِجَمِيلِ صِفَاتِهِ الْحُسْنَى ، وَإِرْشَادٌ لِعِبَادِهِ بِأَنْ يُثْنُوا عَلَيْهِ بِذَلِكَ ؛ وَلِهَذَا لَا تَصِحُّ صَلَاةُ مَنْ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ ، كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex | Tawhid Ar-Rububiyyah وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ And You we ask for help from, to obey you and in all of our affairs |
إِيَّاكَ: ضميرُ مُنفصلٍ مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول بهِ مُقدّم، والكاف: حرفُ خطابٍ مَبني على الفتح.
29