وهذا هو المأثورُ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه، كعُمر، وعثمانَ، وابن مسعود، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم | وقد ذكر صاحب الدر عن القهستانى نقلا عن التمرتاشى أنهما لو اجتمعا أى يوم العيد ويوم الجمعة لم يلزم إلا صلاة أحدهما وقيل الأولى صلاة الجمعة وقيل صلاة العيد قال صاحب الدر قد راجعت التمرتاشى فرايته حكاه عن مذهب غيرنا أما مذهبنا فلزوم كل منها وذهب الإمام أحمد الى أن من صلى العيد سقطت عنه الجمعة إلا الإمام فلا تسقط عنه إلا إذا لم يجتمع معه من يصلى به الجمعة، وفى رواية عن الامام أحمد : إذا صليت الجمعة فى وقت العيد اجزأت صلاة الجمعة عن صلاة العيد، بناء على جواز تقديم صلاة الجمعة عنده قبل الزوال |
---|---|
صفة خطبة العيد: فإذا سلم من الصلاة؛ خطب خطبتين، يجلس بينهما؛ لما روى عبيد الله بن عبيد الله بن عتبة؛ قال: السنة أن يخطب الإمام في العيدين خطبتين، يفصل بينهما بجلوس رواه الشافعي، ولابن ماجه عن جابر: خطب قائما، ثم قعد قعدة، ثم قام وفي الصحيح وغيره: بدأ بالصلاة، ثم قام متوكئا على بلال، فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته | وجاء في بعض السنن أن في خلافة ابن الزبير -وكان في مكة- اجتمع العيد والجمعة فصلى العيد بالناس، ثم جاء الناس للجمعة فلم ينزل إليهم، وطلبوه للجمعة فلم يأت، وكان ابن عباس بالطائف، فلما جاء أخبروه بما فعل ابن الزبير ، فقال: أصاب السنة |
قال ابن القيم: كان يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة، ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات اهـ.
24وحكمة تأخير الخطبة عن صلاة العيد وتقديمها على صلاة الجمعة أن خطبة الجمعة شرط للصلاة، والشرط مقدم على المشروط، بخلاف خطبة العيد؛ فإنها سنة | بعض مما يسن و يستحب فعله لصلاة العيد: ويسن أن يأكل قبل الخروج لصلاة الفطر تمرات، وأن لا يطعم يوم النحر حتى يصلي؛ لقول بريدة: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يفطر، ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي رواه أحمد وغيره |
---|---|
وتابعت الفتوى ان "الأفضل أن يصلي مع الناس جمعة، فإن لم يصل الجمعة صلى ظهرا | وثبت عنه أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين |
فضل صلاتَي العيد وصلاة الجمعة فضل صلاة العيد صلاة العيد مظهر من مظاهر الفرح بتمام الطاعة، ومشهد مهيب من مشاهد تعظيم شعائر الله -سبحانه وتعالى-، وهي من أفضل النوافل؛ فعيد الفطر يكون بعد الصيام المفروض، ؛ ولهذا كان لشهود صلاة العيدَين فضائل وبركات عديدة؛ ممّا دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى حَثّ النساء ودعوتهنَّ إلى حضور صلاة العيدَين؛ حتى يشهدْنَ الخير، ويُؤدّينَ الصلاة مع المسلمين، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون على إخراج أهلهم لأداء صلاة العيد؛ لِما فيها من خير وبركة، وإظهار لفرحة المسلمين بإتمام موسم الطاعة.