و أن يكون التفوق والتميز هو دربكم في هذا العام الدراسي كما عهدناكم دائمًا | مؤرشف من في 26 أبريل 2019 |
---|---|
و عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لا نُوَرث ما تركناه صدقة " | اختار الله ـ عز وجل ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خديجة ـ رضي الله عنها ـ زوجة تؤازره وتُخفف عنه ما يصيبه، وتعينه على حمل تكاليف الرسالة، وتعيش همومه، وهي أول امرأة تزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكانت تُدْعى في الجاهلية بالطاهرة، وقد تزوجها بمكة وهو ابن خمس وعشرين سنة، وكان عمرها أربعين سنة، ولم يتزوج عليها ـ صلى الله عليه وسلم ـ مدة حياتها حتى ماتت عن خمس وستين سنة، وكان عمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند موتها قرابة الخمسين عاماً، وهي أم أولاده جميعاً، إلا إبراهيم فإن أمه مارية القبطية ـ رضي الله عنها ـ، وأولاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها هم: القاسم و به كان يُكَنَّى، و عبد الله، أما بناته ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها فهن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة |
أما عن سبب زواجها فقد ذكرنا أن خديجة -رضي الله عنها- كانت ذات نسبٍ وشرفٍ ومال، وكانت امرأةً تاجرةً تستأجر الرجال فترسلهم إلى بلاد الشام بمالها وتجارتها، وقد سمعت عن رسول الله كرم أخلاقه وصدق حديثه وأمانته فعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجراً إلى الشَّام على أن تعطيه ضعف ما تعطي غيره من التُّجار، فقبل -صلَّى الله عليه وسلَّم- ذلك وخرج مع غلامٍ لخديجة اسمه ميسرة إلى الشّام حتى استظلَّا تحت شجرةٍ قريبةٍ من صومعة راهب من الرهبان، فأتى الرَّاهب ميسرة فسأله عن هذا الرجل وعلم أنه من ، فقال: "ما نزل تحت هذه الشجرة قطُّ إلا نبيّ"، ثم باع سلعته وربح ضعف ما كانوا يربحون، وحدَّث ميسرة خديجة -رضي الله عنها- بأمر الراهب وأخبرها بما ربحوا في تجارتهم فسُرَّت بذلك وأرسلت إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقالت له: "إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك"، ثم عرضت عليه نفسها، فلما قبل -صلَّى الله عليه وسلَّم- كلَّم أعمامه أبا طالبٍ وحمزة والعبَّاس فذهبوا إلى عمِّ خديجة فخطبوها إليه فتزوجها -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
9فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يـرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : زمّلوني ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيتُ على نفسي | قال : فادعه، فأمره أن يتوضأ، فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه، فيقضيها لي |
---|---|
النبي محمد صلى الله عليه وسلم اهتمّ -تعالى- بنبيّه -عليه الصلاة والسلام-، وقال عنه في القرآن الكريم: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ، فقد كانت أخلاقه خير الأخلاق حتى قبل البعثة، ممّا جعله مُؤهّلاً لحمل الرسالة، وصادقاً وأميناً في دعوته، فًمّنَّ الله -تعالى- عليه والصفات العظيّمة، وقال -تعالى-: اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ، فحبّب الناس به وبدعوته، فآمنوا به وصدّقوه | فمما اُختص به نبي هذه الأمة نصرته بالرعب مسيرة شهر، وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق، فهو منصور حتى لو كان وحده من غير رجال أو عتاد |
وفاة خديجة بنت خويلد توفّيت السيدة خديجة في السنة العاشرة من البعثة، بعد المقاطعة التي كانت لبني هاشم، وكانت قد بلغت من العمر حينها خمساً وستين سنةً، ودُفنت في مقبرة الحُجون، وقد دفنها الرسول، إلّا أنّه لم يصلِ عليها؛ إذ لم تكن صلاة الجنازة مشروعةً، وكان ذلك بعد وفاة عمّ الرسول بمدةٍ قصيرةٍ، فذكر الحاكم أنّها توفيت بعده بثلاثة أيامٍ، وقيل بشهرين وخمسة أيامٍ كما نقل ابن الجوزي، وسمّي ذلك العام ؛ لما كان فيه من تتابع الأحزان على النبي؛ بموت عمّه ثمّ زوجته.
21صفة عينيه: كان صلى الله عليه وآله وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله: مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق, وهي من علاماته صلى الله عليه وآله وسلم التي في الكتب السالفة, وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة - أي رموش العينين - ناصعتي البياض, وكان صلى الله عليه وآله وسلم أشكل العينين, قال القسطلاني في المواهب: الشُّكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود, وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وآله وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه, وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين, وليس بأكحل | خير نساء زمانها : من فضائل خديجة ـ رضي الله عنها ـ ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها من خير نساء هذه الأمة، فقد روى البخاري عن عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة ، وعند مسلم: خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد |
---|---|
ومن خصائصه - - أنه أكثر الناس تبعاً يوم القيامة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة رواه مسلم | يقول ابن القيّم أن الفرق بين المهابة و الكبر أنّ المهابة أثر من آثار امتلاء القلب بعظمة الرب و محبته و إجلاله، فإذا امتلأ القلب بذلك حل فيه النور و نزلت عليه السكينة |
عاشت خديجة مع الرسول خمسة عشر عامًا قبل بعثته، أحاطته بكل رعاية وعناية واهتمام، وكانت هذه السنوات هي السنوات التي شغلت فيها خديجة بإنجاب أولادها باستثناء عبد الله الذي ولد بعد البعثة، فقد رزقت بأولادها ، الذي كان يكنى به الرسول، ، ثم الذي عرف بالطيب الطاهر، كانت خديجة مشتغلة بتربية أولادها، ثم شاء الله أن يتوفى ، وفي هذه الفترة طلب الرسول من عمه وقد لاحظ كثرة الأولاد عنده أن يعطيه ليربيه، أراد التخفيف عليه، وقامت خديجة برعايته أتم رعاية، وعندما مات خلّف ورائه وهو ابن سنتين، فقررت خديجة أن تكفله وترعاه، فنشأ الزبير بين بيت عمّته خديجة وبين بيت أمه عمّة الرسول، ثم لما قدم من برقيق فيهم وصيف، دخلت عليه عمته خديجة، وهي يومئذ عند رسول الله، فقال لها: اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك، فاختارت زيداً فأخذته، فرآه رسول الله عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فاعتقه رسول الله وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه، فكان بمثابة الابن من خديجة، ورعته خير رعاية، وكانت لهذه التربية الصالحة الأثر العظيم في اتباع هؤلاء الأشخاص لنور الإسلام، فـ"علي" أول من أسلم من الصبيان ، و"الزبير" من أوائل من دخل في الإسلام.
28