وإنما قلت: زيداً اضربه واضربه مشغولة بالهاء لأن الأمر والنهي لا يكونان إلا بالفعل فلا يستغنى عن الإضمار إن لم يظهر | ومثل ذلك: قد علمت لعبد الله تضربه فدخول اللام يدلك أنه إنما أراد به ما أراد إذا لم يكن قبله شيء لأنها ليست مما يضم به الشيء إلى الشيء كحروف الاشتراك فكذلك ترك الواو في الأول هو كدخول اللام هنا |
---|---|
فمن ذلك " قوله عز وجل ": " كل نفس ذائقة الموت " و " إنا مرسلو الناقة " و " لو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم " و " غير محلى الصيد " | فهذه الحروف كان أصلها في الاستعمال أن توصل بحرف الإضافة |
وإن شئت قلت: متى ظنك زيداً أميراً كقولك: متى ضربك عمراً.
23{ ٠ -عزم ين عاص | وأما الانتصاب ثم وها هنا فمن وجه واحد |
---|---|
فما بعد المبتدأ من هذا الكلام في موضع خبره | وقال ابن مقبل: يا عين بكي حنيفاً رأس حيهم الكاسرين القنا في عورة الدبر فإن كففت النون جررت وصار الاسم داخلاً في الجار " و " بدلاً من النون لأن النون لا تعاقب الألف واللام ولم تدخل على الاسم بعد أن ثبتت فيه الألف واللام لأنه لا يكون واحداً معروفاً ثم يثنى فالتنوين قبل الألف واللام لأن المعرفة بعد النكرة فالنون مكفوفة والمعنى معنى ثبات النون كما كان ذلك في الاسم الذي جرى مجرى الفعل المضارع وذلك قولك: هما الضارب زيد والضاربو عمرو |
ومما جاء لا ينون قول لبيد: عهدي بها الحي الجميع وفيهم قبل التفرق ميسر وندام ومنه قولهم: " سمع أذني زيداً يقول ذاك ".
11ولا يعمل إلا في نكرة كما أنه لا يكون إلا نكرة ولا يقوى قوة الصفة المشبهة فألزم فيه وفيما يعمل فيه وجهاً واحداً | فما لا يليه الفعل إلا مظهراً: قد وسوف ولما ونحوهن |
---|---|
ولن أضرب نفي لقوله: سأضرب كما أن " لا تضرب نفي لقوله: اضرب " ولم أضرب نفي لضربت | ولو حسن هذا أو جاز لقلت: " قد علمت زيد كم ضرب ولقلت: أرأيت زيد كم مرة ضرب على الفعل الآخر |
ولو قال: آلدار أنت نازل فيها فجعل نازلاً اسماً رفع كأنه قال: آلدار أنت رجل فيها.