وتُوكَل مهمة تطبيق هذا الجزاء لولي شؤون المسلمين وحاكِمهم درءا للفتنة، وتجنبا لاتهام الناس بالسحر دون حجة أو دليل | وتفسير القاسمي يؤكد في قوله تعالى: وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُتَ |
---|---|
وقوله تعالى : وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإذنِ اللهِ سورة البقرة الآية : 102 — أنواع السحر : بشكل دقيق السحر أنواع، منه ما ليس له حقيقة، ومنه ما هو تخيل لا حقيقة له، فالسحر الحقيقي هو الذي يعتمد فيه الساحر على الجن، والشياطين، وعباد الكواكب، والنجوم، وكلما ازداد الساحر كفراً، وزندقة، ازداد الجن والشيطان له طاعة ومعاونة، أما سحر التخيل الذي لا حقيقة له في الواقع مبني على الأخذ بالعيون، فترى الشيء على خلاف ما هو عليه، وهذا ما يسمى في علم النفس بالتنويم المغناطيسي | انتهى من "تفسير السعدي" ص 937 |
وقد فهم بعضهم من تجويز الإمام أحمد للنشرة أنه أجاز حل السحر بالسحر ، وإنما كلامه رحمه الله في الرقية الشرعية المباحة.
2وعلى كل فلا يجوز للمسلم التوجه الى ساحر او عرّاف ممن يدّعون علم الغيب ليصل الى معرفة علاجه عن طريقهم فذلك كفر | إذا تبين ذلك فإن الشيطان هذا الذي يخدم السحر لا يمكن أن يفعل ذلك ويخدم الساحر حتى يتقرّب إليه الساحر، فيستمتع الجني بهذا السّاحر الإنسي استمتاعا يُرضيه حتى يخدمه بعقد السحر وبالتّأثير في بدن المسحور |
---|---|
ومنهم من يقوم بصناعة وإيهام الناس بقدرتها على جلب المنافع ودفع الشرور | نتائج الشعوذة وأضرارها للشعوذة نتائج وخيمة وأضرار جسيمة ليس على الفرد فحسب، بل على المجتمع بصفة عامة |
حكم السحر لا يشكُّ عاقلان في أنَّ تعاطي السحر والتعامل به وتصديقه والذهاب إلى السحرة من أكبر المنكرات في الدين الإسلامي، فالساحر يدَّعي معرفة بما يستخدم من الجِنِّ في أمره، وهذا إشراك بالله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى في : {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ.
18لأن السحر يقود الإنسان إلى مخالطة الله عز وجل ، فقال تعالى: واتبعوا ما تلاه الشياطين لملك سليمان ، ولم يكفر سليمان ، والشياطين كفروا ، فهم يعلمون الناس السحر | فأقول مستعينا بالله تعالى يجوز التداوي اتفاقًا، وللمسلم أن يذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك، ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعًا حسبما يعرفه في علم الطب؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية، ولا ينافي التوكل على الله، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيما حرمه عليهم |
---|---|
وذهب الشافعي إلى التفصيل، فإن كان في عمل الساحر ما يوجب الكفر، كفر بذلك، وإلا لم يكفر |