اللهم من ولي من أمر أمتي. حديث «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا..»

عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: «اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً, فشَقَّ عليهم؛ فاشْقُقْ عليه» الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م Your browser does not support the video tag
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى الله عليه وسلَّم الرِّفْقَ بالناسِ، وعَدَمَ الإشقاقِ عليهم س: صفته أن التاجر يأتي بالبضاعة ويقول: ما أُريد منك مالًا، إذا بعتَ أعطني المال؟ ج: لا، لا بد من بيعها إمَّا لأجل معلومٍ أو حالّ؛ حتى يكون على بصيرةٍ، فإمَّا أن يقول أنه حالّ ومتى شاء طالبه به، وإلا إلى أجلٍ معلومٍ

اللهم من وَلِي من امتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه

س: هو مُتَستِّر؟ ج: فقط ينصحه إذا استُنْصِحَ.

13
شرح وترجمة حديث: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا, فشق عليهم، فاشقق عليه
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت
اللهم من ولي شيئاً من أمر أمتى فرفق بهم اللهم فارفق به ما أثر هذا الدعاء عليك
فالواجب على ولي الأمر أن يتَّقي الله في رعيته، وأن يجتهد لما فيه صلاحها، وأن يرفق بها، ويرحم ضعيفها، ويُلزمها بالحقِّ، هذا هو الواجب على كلِّ راعٍ، حتى الرجل في أهل بيته، وحتى صاحب الشركة في شركته، وغيرهم، فكل مَن ولي أمرًا عليه أن يرفق، وعليه أن يتحرى الحقَّ في رعيته، ولا يتساهل، بل يتَّقي الله في ذلك، ويحرص على أداء الواجب
حديث «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا..»
قَوْلُهُ وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ هَذَا مِنْ جَزْلِ الْكَلَامِ وَفَصِيحِهِ وَصِدْقِهِ الَّذِي يَنْقَادُ لَهُ كُلُّ مُسْلِمٍ ، فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كُلُّهُمْ هُمْ صَفْوَةُ النَّاسِ وِسَادَاتُ الْأُمَّةِ وَأَفْضَلُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ وَكُلُّهُمْ عُدُولٌ قُدْوَةٌ لَا نُخَالَةَ فِيهِمْ وَإِنَّمَا جَاءَ التَّخْلِيطُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ وَفِيمَنْ بَعْدَهُمْ كَانَتِ النُّخَالَةُ
قال في سياق الأحاديث ما نقله عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا يقول: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه الأسئلة: س: مَن كان سببًا لإدخال الدِّشِّ في بيته أو لعاملٍ كافرٍ هل يُعتبر غاشًّا؟ ج: نعم، الذي يضع الدشَّ بين رعيته وأهل بيته غاشٌّ لهم، والذي يسمح لهم بمثل هذا من الملاهي والمنكرات غاشٌّ لهم، والذي يأمرهم بطاعة الله ويأمرهم بالحقِّ ناصحٌ لهم
}، ومن خلال السطور التالية سنسلط لكم الضوء على شرح هذا الحديث س: قوله: حرم عليه الجنة من باب الوعيد؟ ج: نعم من باب الوعيد

شرح معنى حديث اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً

ولا شك أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية المستجابة، فمن ولي شيئا من أمر الأمة فشق عليهم فسيشق الله عليه.

30
223 من: (باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشَّفقة عليهم..)
عُقُوبَةِ الامام الْجَائِرِ : الحديث الآول : قال عليه الصلاة والسلام: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ قال النووي في شرحه: وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا ، أَنْ يَكُونَ مُسْتَحِلًّا لِغِشِّهِمْ فَتَحْرُمُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ وَيَخْلُدُ فِي النَّارِ ، وَالثَّانِي ، أَنَّهُ لَا يَسْتَحِلُّهُ فَيَمْتَنِعُ مِنْ دُخُولِهَا أَوَّلَ وَهْلَةٍ مَعَ الْفَائِزِينَ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ أَيْ وَقْتَ دُخُولِهِمْ بَلْ يُؤَخَّرُ عَنْهُمْ عُقُوبَةً لَهُ إِمَّا فِي النَّارِ وَإِمَّا فِي الْحِسَابِ وَإِمَّا فِي غَيْرِ ذَلِكَ وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وُجُوبُ النَّصِيحَةِ عَلَى الْوَالِي لِرَعِيَّتِهِ وَالِاجْتِهَادِ فِي مَصَالِحِهِمْ وَالنَّصِيحَةِ لَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ
223 من: (باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشَّفقة عليهم..)
فإذا جاء أهل اليسار وأهل الثروة والغنى ونحو ذلك في مصالحهم ومعاملاتهم ضيق عليهم، وآذاهم، ورددهم حيناً بعد حين، ولربما يقتطع من مصالحهم، سواء كانت هذه المصالح من الأراضي أو كان ذلك مما يتصل بالأموال السائلة، أو يحملهم هذا الوالي من الضرائب وغير ذلك مما يحصل به المشقة والعنت عليهم، فمن الناس من لا يوفق، فإذا ولي الولاية حصل لمن تحته ممن يعملون معه عنت وضيق، لكن ينبغي أن يُفهم المراد بهذا، فإن الكثيرين يظنون أن أداء الأمانة وإقامة العمل على الوجه المطلوب أن هذا من التضييق، وقد سمعت من هذا كثيرًا، بمعنى هذا مهندس يعمل في جهة من الجهات، يعمل في البلدية أو يعمل في شركة أو في مؤسسة أو نحو ذلك تابعة للدولة، تنزل مناقصات مثلاً فيأتي مقاولون فيعرضون ما عندهم من أسعار، وما عندهم أيضاً من مقتنيات وإمكانات وما إلى ذلك، وكثير من هؤلاء يكتب أموراً غير حقيقية، ولربما تشبّع بما لم يعطَ، يعني يذكر أشياء لغيره على أنها له من أجل أن يحصل على هذه المناقصة الكبيرة، فإذا حصل عليها هو لا يستطيع أن يقوم بها، فيدخل معه آخرون، أو أنه يبيع هذه المناقصة عليهم، ومن ينفذ إذا جاء يوقع على الشروط المطلوبة فإنه لا يفي بها عند التنفيذ، بمعنى أنهم طلبوا مواصفات معينة، وآلات بمواصفات معينة، يوقع على هذا كله، فإذا جاء المهندس الذي يشرف على العمل من قبل هذه المصلحة أو هذه الجهة الحكومية وأراد أن يطبق هذا الكلام، يطبق الشرط، يطبق العقد، جلسوا يدعون عليه، هذا نحيس، كأنه دافعٌ شيئًا من جيبه، هذا من يوم جاء ما رأينا خيرًا، لماذا؟ لأنه أراد أن يؤدي الأمانة، هم يريدون أن يأتوا بمواد على غير المواصفات المطلوبة، وإذا نوقشوا في هذا قالوا: لو بقينا على العقد لا يمكن، سنخسر، طيب لماذا توافق، لماذا تعرض هذا السعر؟ قال: أنا سأطلعها بطريقتي، كيف يطلعها بطريقته؟ طلبوا منه مثلاً عشرين رافعة بمواصفات معينة، وارتفاعات معينة، وحجم معين، هذه يستأجرها ولها مبالغ، فيأتي برافعة واحدة أو برافعتين أو رافعات أصغر منها أقل مواصفات ويوفر الباقي، هم أعطوه هذا السعر وقبلوا هذا بناءً على معطيات معينة، وهكذا ما يجد أو يحصّل أو يُدرك ثغرة إلا وينفذ منها من أجل أن يحتال، ولذلك تجد العمل يؤدى بطريقة غير صحيحة، إن كان إنشاء طريق بعد مدة هذا الطريق لم يكن على الوجه المطلوب، إن كان من أجل أن يحفر لتمديدات أو نحو ذلك، بعد مدة تراها في الطريق نتوءات وارتفاعات ومنخفضات، تحتاج إلى إعادة رصف هذا الطريق مثلاً، السبب هو قلة الأمانة، فإذا جاء المهندس يوقع له، فقال له: لا، لم تطبق العمل باقٍ كذا، وباقٍ كذا، وباقٍ كذا، وبدأ يحصي عليه، رأى أن هذا من التضييق، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ويرى أنه قد ألحق بهم، وهكذا
درجة حديث من ولي من أمر أمتي شيئا.... الحديث
س: ونفس الشيء بالنسبة لاستقدام العامل الكافر؟ ج: كذلك لا يجوز استقدامه للجزيرة العربية