ويستدلّ من بعض الأحاديث أنّ مجموعة من المسلمين كانوا يعتقدون بعدم جواز الركوب على الاُضحية الناقة أو ما شابهها حين جلبها من موطنهم إلى منى للذبح، كما يرون عدم جواز حلبها أو الإستفادة منها بأي شكل كان، ولكن القرآن نفى هذه العقيدة الخرافية حيث قال: لكم فيها منافع إلى أجل مسمّى | وعبدُ الوارِثِ بنُ أَبي حَنِيفَةَ رَوَى عن شُعبَةَ |
---|---|
حقّاً أنّ الذي يفقد قاعدة السّماء التوحيديّة | وبما أنّ الآيات المذكورة تبحث في مراسم الحجّ، فيجب أن يكون للبيت العتيق الكعبة مفهوم واسع ليشمل بذلك أطراف مكّة أي منى أيضاً |
وقال ابن القيم رحمه الله في كلام له عن الفطرة: بل الطفل يختار مص اللبن بنفسه، فإذا مكن من الثدي وجدت الرضاعة لا محالة، فارتضاعه ضروري إذا لم يوجد معارض، وهو مولود على أن يرضع؛ فكذلك هو مولود على أن يعرف الله، والمعرفة ضرورية لا محالة إذا لم يوجد معارض.
26قال أَبو عُبَيْدَةَ : وكانَ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ في الجاهِليَّةِ يقولون : نحنُ حُنَفَاءُ على دِينِ إِبْرَاهِيمَ فلَّمَّا جاءَ الإِسلامُ سَمَّوُا المُسْلِمَ حَنِيفاً وقال الأَخْفَشُ : وكان في الجاهِلِيَّةِ يُقَال : مَن اخْتَتَنَ وحَجَّ البيتَ قيل له : حَنِيفٌ لأَنَّ العربَ لم تَتَمَسَّكْ في الجاهِلِيَّةِ بشَيْءٍ مِن دِينِ إِبْرَاهِيمَ غير الخِتانِ وحَجِّ البيتِ وقال الزَّجَّاجُ : الحَنِيفُ في الجاهِلِيَّة مَنْ كان يحُجُّ البيتَ ويغْتَسِلُ مِن الجَنابَةِ ويَخْتَتِنُ فلمَّا جاءَ الإِسْلاَمُ كان الحَنِيفُ : المُسْلِمَ لِعُدُولِه عن الشِّرْكِ وقال الزَّجَّاجُ في قَوْلِه تعالَى : " بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً " نَصَبَ : حَنِيفاً علَى الحالِ والمَعْنَى : بل نَتَّبِعُ مِلَّةَ إِبراهِيمَ في حالِ حَنِيفِيَّتِهِ ومعنى الحَنِفِيَّةِ في اللُّغَةِ : المَيْلُ والمعنى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَنِفَ إِلى دِينِ اللهِ ودِينِ الإِسْلامِ والحَنِيفُ : الْقَصِيرُ | وكلّما سار في هذا الإتّجاه إزداد سرعة نحو الهاوية، وفقد كلّ ما لديه |
---|---|
و الحنفاء : فريق من العرب قبل الإسلام، كانوا يُنْكِرونَ الوثنيَّة | وعلى هذا فإنّ الآية السابقة إعتبرت الإخلاص وقصد القربة إلى الله محرّكاً أساسيّاً في الحجّ والعبادات الاُخرى، حيث ذكرت ذلك بشكل عام، فالإخلاص أصل العبادة |
وذلك دين القيمة أي : الملة القائمة العادلة ، أو : الأمة المستقيمة المعتدلة.
1