فبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين : أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا «مقام المشاهدة»، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه حيث يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان | فالأولى عبادة رغبة وطمع، والثَّانية عبادة خوف ورهب |
---|---|
جزاء الاحسان بالإحسان,بان جعل تعالى جزاء المحسن من جنس احسانه,هذا في الدنيا ,فمن سعى بحاجة اخيه ,سعى تعالى بقضاء حاجته ,ومن ستر على مسلم ستره تعالى ,ومن فرج كرب مكروب فرج تعالى كربه ,فجزاء المحسن من جنس احسانه | وذكر الهرويُّ أنَّ مِن منازل إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين الفتوَّة ، وقال: هي على ثلاث درجات، الدَّرجة الأولى ترك الخصومة، والتَّغافل عن الزلَّة، ونسيان الأذيَّة والدَّرجة الثَّانية أن تقرِّب مَن يقصيك، وتكرم مَن يؤذيك، وتعتذر إلى مَن يجني عليك، سماحةً لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرةً |
الدَّرجة الثَّانية: أن تعبد الله كأنَّه يراك، والمعنى إذا لم تستطع أن تعبد الله كأنَّك تراه وتشاهده رأي العين، فانزل إلى المرتبة الثَّانية، وهي أن تعبد الله كأنَّه يراك.
9فأخبر النَّبيُّ أنَّ مرتبة الإحْسَان على درجتين، وأنَّ المحسنين في الإحْسَان على درجتين متفاوتتين، الدَّرجة الأولى: وهي أن تعبد الله كأنَّك تراه | فتقوم حياة المسلم كلها على الإحسان في كافة أمور حياته |
---|---|
ويعرف الإحسان بأنه شدة مراقبة الله عز وجل ابتغاء ثوابه وأمن عقابه، وهو أنواع شتى فهناك الإحسان مع الله تعالى باتباع أمره واجتناب نهيه، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ببذل الخير والإنفاق عليهم، والإحسان إلى الوالدين بطاعتهما وخدمتهما وإكرامهما في حياتهما ومماتهما |
والإحسان للحيوان بإطعامه إذا جاع ،ومداواته إذا مرض ، والرفق به فى العمل ،وإراحته من التعب.
26مصدر أَحْسَنَ أي جاء بفعل حَسَنٍ | |
---|---|
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ فالمقصود بالإحسان هنا في الآية: الإحسان الّذي هو فوق العدل؛ حيث إنّ العدل يعني أن يُعطي الإنسان ما عليه ويأخذ ما له، أمّا الإحسان يعني أن يُعطي الإنسان أكثر ممّا عليه ويأخذ أقلّ ممّا له، فالإحسان زائد على العدل | وهو للأقارب ببرِّهم ورحمتهم والعطف عليهم، وفعل ما يَجْمُل فعله معهم، وترك ما يسيء إليهم |