حكم سب الدهر. ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر : فأجاب قائلا: سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام ما تضمنه من الاعتراض على قضاء الله وقدره
وهذا الكلام مناف لكمال التوحيد، وكمال الإيمان بالقدر، فإن القدر لا يلهو، والزمن لا يعبث، وإن كل ما يجري في هذه الحياة هو بتقدير الله وعلمه، والله سبحانه هو الذي يصرف الليل والنهار، وهو الذي يقدر السعادة والشقاء، حسب ما تقتضيه حكمته وقد تخفى تلك الحكمة على الناس؛ لأن علمهم محدود، وعقولهم قاصرة عن إدراك تلك الحكمة الإلهية، وكل ما في الوجود مخلوق لله، خلقه بمشيئته وقدرته، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو الذي يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويغني ويفقر، ويضل ويهدي، ويسعد ويشقي، ويولي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، وقد أحسن كل شيء خلقه، وكل أفعال الخالق وأوامره ونواهيه، لها حكمة بالغة وغايات محمودة، يشكر عليها سبحانه، وإن لم يعرفها البشر لقصور إدراكهم

حكم قول المرء أكل عليه الدهر وشرب وهل هذا يدخل في حديث النهي عن سب الدهر الوارد في الصحيح

الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع.

حكم سب الدهر
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني مما يكرهه ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر
حكم قول بعض الناس الزمن غدَّار
حكم قول المرء أكل عليه الدهر وشرب وهل هذا يدخل في حديث النهي عن سب الدهر الوارد في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة — رضي الله عنه — قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار جواب الفقير إلى ربه عمر يحيى دخان غفر الله له ولوالديه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إن المثل المذكور والحديث ليسا من باب واحد إذ المقصود من المثل إنما هو الليل والنهار والأيام والسنون ، كما يقال :تضعضع بهم الدهر أي ضعضعهم الدهر ومعناه بددهم وشتت شملهم ،والضعضعة التبديد والتفريق ، جاء في غريب الحديث للخطابي تحقيق : عبد الكريم إبراهيم العزباوي :وإنما نسب للتفرق والتبدد إلى الدهر على معنى أن وقوعهما كان في أيام الدهر والعرب تقول في الرجل إذا طال عمره قد أكل عليه الدهر وشرب يريد أنه أكل وشرب دهرا طويلا ،ومن هذا قول الله تعالى: بل مكر الليل والنهار أي مكركم في الليل والنهار ومثله قولهم ليل نائم أي منوم فيه
ما ضابط سب الدهر؟
كما قال الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه كتاب التوحيد أنه عندما يقوم الشخص بوصف الدهر أو السنين بالشدة أو الصعوبة فذلك لا يعتبر سب للدهر ولكن هو وصف وتعبير من هذا الشخص عن الصعوبة التي واجهها خلال هذه السنين، كما أن الشيخ في كتابة قام بتصنيف الأيام بالنحس أو السواد أن ذلك ليس سب ولا يعتبر من إثم سب الدهر وإنما هو وصف أيضاً واستدل على ذلك من كتاب الله عز وجل : في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي صدق الله العظيم، حيث أن المقصود بالنحسات هنا وصف الأيام بالنحس لأنها كانت مليئة بالأحداث الغير مستحبة، فذلك لا يعتبر سب للدهر وإنما هو مجرد وصف لها حيث قام الفاعل بإضافة الفعل في هذه الأيام إلى الزمان وهو الدهر والأيام
وفي رواية عند أحمد لا تسبوا الدهر فإن الله قال: أنا الدهر، بيدي الأمر، الأيام والليالي لي أجددها وأبليها، وآتي بملوك بعد ملوك حكم سب الدهر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمر خطير يرتكبه كثير من الناس وهو سب الزمان وسب اليوم ولا يعلمون حكم ذلك الفعل
الله عز وجل هو المدبر لجميع أمور الكون لذلك الحديث أنا الدهر، أن الله عز وجل المتحكم في الأمور التي يغضبون عليها ويسبونها، كما أن الدهر ليس من أسماء الله الحسنى لأنها معناها الزمن الطويل ولكن المعنى يكمن في أن الله هو مسخر الكون وبالتالي يقع على عاتقه إثم الشرك بالله الثالثة: أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السموات والأرض، وإذا وافقت أهواءهم حمِدوا وأثنوا عليه، وفي حقيقة الأمر: فرَبُّ الدهر هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل

حكم سب الدهر

و أما معنى الحديث فقد قال النووي : قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى.

6
حكم سب الدهر
انه متضمن للشرك فإنه إنما سبه لظنه انه يضر وينفع
حكم قول بعض الناس الزمن غدَّار
الخطبة الثانية الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين
حكم سب الدنيا والدهر
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا على حذر من غضبه ونقمته؛ وذلك بالمسارعة في الخيرات، واكتساب الحسنات، والتقلل من الخطيئات
الدليل : وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلى الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون يا خيبة الدهر الذي رأيتك فيه
فالحذر الحذر أيها الإخوة، فالصراع صراع عقائد، ولْيَزِنْ كلُّ مسلم ألفاظه؛ حتى تكون ألفاظًا شرعية بعيدة عما يخل بدينه وتوحيده، ألا وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني مما يكرهه ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر

الفرق بين سب الدهر ووصفه بالأمثلة

أسأل الله تعالى أن يثبتنا على الدين الصحيح، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يقربنا من مراضيه، ويباعد بيننا وبين مغاضبه ومساخطه إنه سميع مجيب، وأقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

ما حكم من يسب ويشتم القدر
الحكم من تحريم سب الدهر : 1
حكم سب الدهر
فكم من صاحب مال وجاه يتقلب في النعيم والملذات، إذا قال سُمع قوله، وإذا أشار فهمت إشارته، يتسابق الناس إلى إرضائه وكسبِ وده، إذا رآه الجاهلون تمنَّوْا مثل حياته ومعيشته؛ ولكن إذا رآه أهل الفراسة من الصالحين، أدركوا أنه يحمل في داخله بؤسًا يخفيه بابتسامة مصطنعة، وضحكة عالية، يقصد من إظهارها عدم مبالاته بأي شيء ما دام في نعيمه الزائف
حكم سب الدهر، وهل منه حديث: (الدنيا ملعونة)؟
الثالث : أن يسب الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل ، بل يعتقد أن الله هو الفاعل ، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده ; فهذا محرم ، ولا يصل إلى درجة الشرك ، وهو من السفه في العقل والضلال في الدين ; لأن حقيقة سبه تعود إلى الله - سبحانه - ; لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر، ويُكَوِّن فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلا ، وليس هذا السب يُكَفِّر ; لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة " انتهى