وفي السورة حديث عن أصناف الناس من متقين وكافرين ومنافقين، وإشارات متعددة لتجاربهم في الحياة | ومن فضائلها كذلك أنها بركة وسبب في إبطال السحر والشعوذة لقول النبي الكريم: اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة |
---|---|
تعريف سورة البقرة البقرة هي أطول سورة في ، وهي الثانية في المصحف ترتيبا لا تنزيلا |
مضمونها تحفَل سورة البقرة بمضامين متعددة يتمحور معظمها حول مسألة الاستخلاف في الأرض وأهمية التمسك بمنهج الله لتحقيق الغايات السامية لهذا الإستخلاف.
مميزاتها من خصائص سورة البقرة أنها أطول سورة في القرآن، وهي السورة التي تشتمل على ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر | فضلها للبقرة فضائل كثيرة ورد ذكرها في عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة |
---|---|
كما تتضمن السورة قصصا متنوعة حافلة بالدروس والعبر كقصة البشرية من خلال آدم وحواء، وقصة إحياء الموتى من خلال ابراهيم عليه السلام مع الطير، إضافة إلى قصة البقرة، وقصة تحويل القبلة وغيرها | سورة البقرة هي أطول في القرآن الكريم، عدد آياتها مئتين وست وثمانين آية، ونزلت بعد هجرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة، وأصبح المسلمون يعيشون في مجتمع لا ينفصل فيه الدين عن الحياة العامة، حيث إنّها احتوت على التشريعات اللازمة لإدارة وتنظيم حياة المسلمين، كما ركزت على تقوية إيمان المسلمين بالله وبالغيب، وأنّ الكريم كلام الله المنزل على رسوله، بالإضافة إلى بيان صفات المؤمنين، والمنافقين، والكفّار، ثمّ تحدّثت عن خلق عليه السلام، وسجود الملائكة له، والعداوة مع إبليس، بالإضافة إلى ذكر جرائم بني إسرائيل، وعنادهم للأنبياء، كما ذكرت قصص حدثت مع بني إسرائل وأعظمها قصة البقرة، ويرجع سبب تسمية الكريمة بالبقرة بسبب ما ذُكر فيها من قصة بني إسرائيل مع نبيّهم -عليه السلام- وعنادهم له في ذبح البقرة، وفيما يأتي قصة البقرة بالتفصيل |
قصة سورة البقرة بدأت أحداث عندما قتل رجل من بني إسرائيل عمّه طمعاً بماله، حيث كان عمه عقيماً ليس له ولد وأراد أن يرثه، فقتله ثمّ ألقى الجثة أمام بيت رجل من القوم في الليل، واتّهم الرجل بقتله، فقام أهل الرجل يدافعون عنه وكاد بنو إسرائيل أن يقتتلوا، لولا قال قائل منهم لا تتقاتلوا واذهبوا إلى بنيّ الله موسى ليدلّكم على القاتل، فذهبوا إلى موسى -عليه السلام- وأخبروه بالأمر وطلبوا منه أن يدلّهم على القاتل، فدعى موسى الله -عزّ وجلّ- أن يبين لهم القاتل، فأوحى الله لموسى -عليه السلام- بذبح بقرة وضرب المقتول بلحمها فيقوم ويخبرهم من القاتل، كما قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ، فما كان من بني إسرائل إلّا أن تعجّبوا من أمر الله، واعتقدوا بأنّه يستهزأ بهم، حيث قال رضي الله عنه: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكن شددوا وتعنتوا على موسى، فشدّد الله عليهم ، ثمّ سألوا موسى -عليه االسلام- عن أوصاف ، فقال لهم: إنّها ليست كبيرة ولدت الكثير، ولا صغيرة بحيث إنّها لم تلد، وإنّما هي متوسطة في العمر فاذبحوها، ولكنّهم لم يفعلوا وعادوا ليسألوا عن لونها، فقال لهم: إنّ الله يقول لكم بإنّ لونها أصفر نقي مُشع، تُدخل السرور على من يراها، فلم يفعلوا، وعادوا وقالوا له بإنّ البقر تشابه فادعُ لنا ربّك يبيّن لنا صفاتها لنميّزها عن غيرها، فقال لهم: إنّ الله يقول إنّها بقرة لا تستخدم في حرث الأرض ولا في السقاية ولونها صافٍ لا تشوبه شائبة، فبحثوا كثيراً فلم يجدوا إلّا بقرة واحدة توافق الوصف، فطلبوا من صاحبها أن يبيعهم إيّاها فرفض أن يبيعها إلّا بوزنها ذهب، فاشتروها بعدما أجهدهم البحث عنها وأتعبهم ثمنها، ثمّ ذبحوها وضربوا المقتول بقطعة من لحمها كما أمرهم الله تعالى، فقام المقتول بأمر الله وأشار إلى القاتل ثمّ مات، فكانت نلك الحادثة من المعجزات الكثيرة التي أنزلها الله على بني إسرائيل، كما قال الله تعالى: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
26