وممن لا ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: من أتى فاحشة قوم لوط، سواء فعلها برجل أو بامرأة؛ لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلًا أَوْ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ» صححه ابن حبان |
وقال السعدي: "{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}؛ أي: ليس يشبِهه تعالى ولا يماثِله شيءٌ من مخلوقاته، لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله؛ لأن أسماءَه كلَّها حُسنى، وصفاته صفة كمالٍ وعظمة، وأفعاله تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارِك، فليس كمثله شيءٌ؛ لانفرادِه وتوحُّده بالكمال من كل وجه، { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} لجميع الأصوات، باختلاف اللُّغات، على تفنُّن الحاجات، { الْبَصِيرُ} يَرى دبيبَ النملة السوداء، في الليلة الظَّلماء، على الصخرة الصمَّاء، ويرى سَريان القوت في أعضاء الحيوانات الصغيرة جدًّا، وسريان الماء في الأغصان الدقيقة، وهذه الآية -ونحوها- دليلٌ لمذهب أهل السنة والجماعة، من إثبات الصفات، ونفي مماثلة المخلوقات، وفيها ردٌّ على المشبِّهة في قوله: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وعلى المعطِّلة في قوله: { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}" |