وعمر بن الخطاب خليفةٌ رَاشِدٌ مَهْدِيٌّ، فَوَجَبَ على أبي هريرة أن يطيع أَمْرَهُ ولا يَعْصِيَهُ | كان أبي هريرة يتمتع بسعة الحفظ وهي هبة منحها الله تعال له، مما جعل الكثير من الصحابة والتابعين يلتفون حوله وغيرهم من طلبة الأحاديث النبوية ينهلوا من بحر علمه في الحديث والذين قد بلغ عددهم ثمانمائة في رواية الإمام البخاري، كما تولى ولاية البحرين بعهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وإلى جانب جميع ما سبق ذكره عنه فقد اشتهر بلين القلب والرفق والبر بأمه |
---|---|
حياة أبي هريرة العِلمِيَّة لازم أبو هريرة -رضي الله عنه- النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أربعَ سنواتٍ، فحَفِظَ فيها الحديث، وتَفَقَّهَ بعلوم الشَّريعةِ، وعَلِمَ ما يلزم وما لا يلزم، ثم أرسله -صلى الله عليه وسلم- إلى البحرين، فكان مؤذِّناً وفقيهاً، كما كان حريصاً على طلب العِلم والتَّفَقُّهِ في الدِّينِ، ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتأخَّرُ في إجابة أسئلتِهِ لمَّا رأى حِرصَهُ ودِقَّتَه في طلب العلم | وهذه الكلمة لم يقلها عمر بن الخطاب لأبي هريرة، وإنما قالها لكعب الأحبار |
كما رُوي أن أبا هريرة دخل يومًا على ، فقالت له متعجبة: « أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله! وقد نال أبو هريرة — رضي الله عنه — هذه الدرجة في الحفظ وعدم النسيان ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم — له، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه — أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم — قال في حديث يحدِّثه: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول"، فبسطتُ نَمِرة عليّ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك من شيء! وقد سمي أبو هريرة لأنه كان يعطف على قطته ويرعاها ويطعمها ويحبها كثيراً لذلك سمي بهذا اللقب وألتصق به.
23وأما أبو أيوب الأنصاري فكان يحدث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعَنْ أَشْعَثَ بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ، فَإِذَا أَبُو أَيُّوْبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ | لم يرد ذكر لأسرة أبي هريرة أكثر من أنه كانت له زوجة اسمها «»، ومن الولد ابنه وهو ممن رووا عنه الحديث النبوي، وعبد الرحمن بن أبي هريرة، وبلال بن أبي هريرة؛ وابنة كانت زوجة |
---|---|
وهناك صحابة آخرون لهم عددُ أحاديثَ أكثر من الخلفاء الأربعة مثل عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وابن مسعود وعائشة، لأن هؤلاء لم يشغلهم شيء عن تعليم الناس أمورَ دينهم إلا قَلِيلًا | ثم إذا كان أبو هريرة يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتخيل سقام العقل والبدن؛ فلماذا لم يتكلم فيه العلماء كما تكلموا في كل الكذابين والوضاعين؟! يعني أبو هريرة لم يُنَافِقْ مروانَ بنَ الحكم- وهو حاكم المدينة آنذاك — أو تَمَلَّقَهُ |
ثم إن مُقَدِّمَ المقطع اضطر للكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عبد الله بن مسعود، فذكر عن ابن مسعود أنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مِكْثَارًا ولا مِهْذَارًا! ابوهریره از هم نشینان محمد و از راویان بوده است.