أهمية الإيمان بالغيب اعتبر العلماء أنّ الإيمان بالغيب ركن ، وتتحقّق التقوى بالإيمان بستة أمورٍ؛ الله، وملائكته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخر، وخير القدر وشرّه، وحتى يصل الإنسان إلى الإيمان؛ لا بد من تصديقه لكلّ غيبٍ ورد بالدليل، فالتصديق به أمرٌ ، لا بدّ من تحقّقه؛ إذ إنّ تصديقة بُني على دليلٍ، والإيمان بالغيب يقود المؤمن إلى التّفكر والاستدلال؛ فيكون ذلك سبباً في تحصيل العلم بصفات الله -سبحانه- والعلم بالآخرة وغيرها من المغيّبات التي نصّ عليها الدليل؛ فيستحقّ المؤمن بسبب ذلك ثناء المولى عزّ وجلّ، والإيمان بالغيب ضرورةٌ عقليّةٌ؛ لأنّ الإنسان أدرك أنّ حواسه الخمسة محدودةٌ، لا تستطيع إدراك كلّ ما في الوجود، كما أنّها تختلف لدى الأشخاص، وعدم الإدراك للشيء لا يعني عدم وجوده، فعقل الإنسان قاصرٌ ومحدودٌ، والإيمان لا يكون بالإدراك وحده؛ وإنّما بالتصديق القلبي لما نُقل بالأدلة الشرعية الصحيحة، ولذلك لم يكن العقل الوسيلة الوحيدة لإدراك وجود الله -سبحانه-، بل الفطرة والشعور الداخلي يحقّقان ذلك | وإليك تفصيل ذلك: الساعة : عندما تأتي الساعة وتقع وتتجلى للناس، تبدأ أسرار هذا العالم الجديد بالظهور بعد أن كانت غيباً خاصاً بهذا العالم |
---|---|
فكل زمن يكون مفتاحاً لغيوب مقدّرة | مفاتح الغيب بقلم: بسام جرار جاء في الآية 59 من سورة الأنعام:" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ |
فلا تعارض بين الآية الكريمة والعلم الحديث الذي توصل إليه الإنسان من المقدرة على اكتشاف نوع الجنين بوسائل علمية حديثة، فهذه القدرة لا تكون إلا بعد فترة حمل معينة ، وليست في بداية الإخصاب؛ بجانب أن تلك المعرفة تحدد نوع الجنين ذكر كان أم أنثى ولا تصل إلى معرفة الغيب.
8إذا عرفنا هذا بات من الممكن أن يكون المقصود بمفاتح الغيب الأمور التي عندها تظهر الأمور المُقدّرة في عالم الغيب، أي الأمور التي تكون المفاتيح لظهور عالم القَدَر بعد أن كان غيباً في عالم القضاء | وحقيقة تقوم على ثلاثة أسس؛ قولٌ باللسان، وإقرارٌ بالقلب، وعملٌ بالجوارح؛ فكلما زادت معرفة المسلم لربّه ولأركان الإيمان استقرّ الإيمان في قلبه ووصل لحقيقة الإيمان؛ فتزيد همّته في سبيل الدعوة وإقامة الشرائع والعبادات والاجتهاد في بذل كلّ ما يستطيع لتحقيق ذلك |
---|---|
تعقيب على حديث مفاتيح الغيب بعد أن أجبنا على سؤال ما هي مفاتيح الغيب بالحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، يجدر بنا الإشارة إلى قول الفقهاء إنه لا يُفهم من عموم الآية والحديث أن الأمور الغيبة محصورة في تلك الخمس فقط، وإنما خص الله تعالى هذا الأمور دون غيرها من الغيبيات بالذكر لتعلقها بحياة الإنسان ومعيشته من قبل تكونه جنينًا في رحم أمه إلى موته وقيام الساعة | وكان يمكن أن ننتهي عند هذا المعنى لولا ما صحّ عند البخاري وغيره من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: " مفاتح الغيب خمس: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَام، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " |
فالآية الكريمة تشير بعين عقل الإنسان الذي يسأل عن موعد قيام الساعة وما إلى ذلك؛ أنه لا يعلم متى يموت ولا ماذا يكسب غدًا؛ فكيف له أن يعلم موعد الساعة.
28وأما ما يستقر في عالم الأرحام بكل تفاصيله واحتمالاته وظروفه ونتائجه، فلا يلمّ بشموله إلا علام الغيوب | أي أنّ وقوع الساعة كان المفتاح الذي لا بد منه لتجلّي هذه الغيوب |
---|---|
هذه المفاتح الخمس لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ فالساعة من الغيوب التي استأثر الله تعالى بعلمه |
وعليه فقد بات معلوماً أن مفاتح الغيب هي: الساعة، والمطر الذي هو غيث، وما يكون في الأرحام، والزمن المستقبلي، والموت.