وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله | |
---|---|
إن هذه الآية كأنها استجمعت واستغرقت ذهنه الليلة كلها، فيفكر فقط! وَقَطَّعُوا اللَّيلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنَا دخل عيينة بن حصنن الفزاري على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ؛ فقال له -أول ما دخل عليه-: اتقِ الله يا ابن الخطاب! أيها الأحبة الكرام: إن من أعظم أسباب تأثر المؤمنين بآيات الله أنهم خافوه واتقوه سبحانه | ووراء هذا الاسم الغريب قصة غريبة طريفة ، وفيها عبرة كبيرة |
الواحد منا إذا رأى أباه أو جده وقد صار كبيراً طاعناً في السن، وتأمل هذا الكبير المنحني الظهر مرت به أيام مثل الحلم، كان طفلاً صغيراً وكان يرى جده وهو كبير طاعن في السن مثله، وذلك الجد كذلك.
17وأنا أقول يا معاشر زهران: لقد أسلمتم على ما أسلفتم من خير، ولقد قدَّمت هذه القبيلة، لا أقول عشرات من رجال الحديث بل ولا أقول مئات، بل بالآلاف، فقد قدمت هذا القبيلة رجالاً لحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولست بصدد بيان الرجال الذين ضحوا بمهجهم وأرواحهم وأنفسهم حتى قدموا لهذه الأمة هذا المعين الصافي من ميراث نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ | من هم عباد الرحمن عباد الرحمن إما أن يكونوا عبادًا لله تعالى، حيث خلق الإنسان وكرمه، أو يكونوا عبادًا لخادمة الشهوات، والشيطان الرجيم والطاغية وشتان الاختلاف بينهما، وعند بتمعن إلى سلوك وأخلاق كلٍّ منهما، يُمكن التعرف على أهم صفاتهم، فعباد الرحمن هم عباد صالحين وأنقياء ، ويتميزون بصفاء اللسان ويتصفون بالصدق والحقائق قولًا وفعلًا، كما يُحبون النّاس أكثر من أنفسهم ويسعون لفعل الخير والارتقاء فوق الأشياء التافهة، بينما عباد الشيطان يتصفون بالتكبر والظلم للنّاس وقسوة القلب وغلظة اللسان والأنانية وعدم مراعاة شعور الغير |
---|---|
فقال: فهدى الله دوساً، وأتى بها، ولا زالت دوساً تهتدي سنة بعد سنة، وقرناً بعد قرن، وها أنا أرى جمعاً كبيراً من هذه القبيلة العريقة، في شعاب الزمن، منظر لفت نظري إي والله، ما هو هذا المنظر؟ إنه التمسك بالسنة رجالاً وصغاراً خاصةً وعامةً، إنني أرى الجلّ ممن أعفى لحيته، وأحفى شاربه، وقصر ثوبه، لا تكاد، إنه غريب بينكم ذاك الذي يحلق لحيته، ويطيل ثوبه، فيا لله ما أعظمها من خصلة! فبالسجود وبالقيام وبالدعاء وبتدبر الآيات والتفكر فيها في القيام ترى العجب، وبالبكاء في السجود ترى العجب الآخر، سبحان الله العظيم! فلا يجوز أن توجه هذه الشعائر إلا لله | أقوى الناس قلباً وأثبتهم جناناً، وفي نفس الوقت أكثرهم اعتباراً وتأثراً فهو متوازن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالاعتبار عظيم جداً؛ لكنه لا يغلب قوة قلبه صلوات الله وسلامه عليه؛ فهو ثابت واقف، فيأز صدره كأزيز المرجل -الذي يغلي- من الخشية والخشوع والتدبر والتفكر؛ وكذلك كان خيار أصحابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله |
والعين بطبيعتها دائماً تتحرك وتلتفت يميناً وشمالاً تبحث عن الأفضل، لكن حينما تحصل العين على مطلوبها من زوجة صالحة أو من ولد صالح تقر هذه العين، أي: لا تلتفت إلى غيرها من النساء ، ولا إلى أولاد الناس، فلا تكثر هذه العين الحركة، فهم يريدون أن يكون لهم أهل صالحون وأولاد صالحون وتقر عيونهم بهؤلاء الصالحين.
25