الإصلاح الجريجوري تراكم الخطأ مع مرور السنوات، وأصبح لا بُدّ من معالجة الفرق بين التقويم اليولياني والسنة الشمسيّة، وقد ظهر ذلك جليّاً في القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث خرج التقويم اليولياني عن مساره، وكان ذلك في زمن البابا جريجوري الثالث عشر؛ حيث جاء موعد عيد الفصح في موعد متقدّم عشرة أيام عن موعده الدوريّ، فجاء في يوم الاعتدال الربيعي وهو 11 مارس من عام 1582م، وقد عمد جريجوري للإصلاح الثاني للتقويم الروماني، وعُرِف ذلك بإصلاح جريجوري، واشتمل هذا الإصلاح على اقتطاع عشرة أيام من عام 1582م، وتمّ تعيين يوم الاعتدال الربيعي ليكون 21 مارس وهو التاريخ المُفترَض أن يكون لعيد الفصح، حيث أصبحت السنة تتكون من 365 يوماً ولمدة ثلاث سنوات متتالية، وهذه هي السنوات البسيطة | ويمكن القول إنّ التقويم القمري هو تقويم ربّاني قديم، لم يخترعه أو ينظّمه أحد من الفلكيّين، كما لم يساهم أحدهم في اختيار أسماء شهوره، ولا في اختيار أطوال الأشهر أو ترتيبها، ولا يمكن لأحد أن يبدّل شهراً بآخر أو يغيّر مكانه، أو يزيد يوماً على شهر أو ينقص منه، وقد تمّ تحديد عدد الشهور في القرآن الكريم، فقال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ، وقد تمّ اعتماده ليكون تقويم الدولة الإسلاميّة، أمّا وقت اعتماده فكان بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان اليوم الأول من محرم عام 17هـ هو بداية أوّل سنة هجريّة بعد أن اعتُمِد |
---|---|
م تقريباً أُضيف إلى السنة القمريّة شهران طول كلّ واحد منهما 28 يوماً فقط، ثمّ تمّ التعديل عليها ولم يُعتمَد على القمر بعد ذلك؛ حيث أصبحت السنة مُكوَّنةً من 4 أشهر طول الواحد 30 يوماً، وبقيّة الأشهر مكوّنة من 31 يوماً، وشهر واحد مكون من 28 يوماً وهو شهر فبراير، واستمرّت التعديلات تبعاً لما يرغب به القياصرة والحُكّام، وقد كان هو بداية السنة عند الرومان، كما كانت السنة تتكون من 354 يوماً، وقد أضاف الرومان شهراً كلّ سنتين كي تتّفق السنة مع الفصول الأربعة، إلّا أنّ ذلك أدى في نهاية الأمر إلى حدوث اضطرابات ونزاعات | التقويم اليوليانيّ في سنة 46 ق |
التقويم الهجري هو عبارة عن تقويم قمري يعتمد على حركة القمر، وكان العرب يستخدمونه منذ القِدَم وقبل الإسلام بقرون عديدة، وقد اختلفت أسماء الأشهر فيه وحتّى ترتيبها من قبيلة لأخرى، وتتكوّن السنة فيه من 12 شهراً طول كلّ شهر منها 29 أو 30 يوماً، والجدير بالذّكر أنّه لم تكن هناك أيّ محاولات لتوفيق السنة القمريّة بالسنة بالشمسيّة، وكان من نتيجة ذلك أنّ أي يوم أو مناسبة في السنة الهجريّة لا يكون لهما تاريخ ثابت في السنة الميلاديّة، فمثلاً رأس السنة الهجريّة يمرّ عبر دورة فصليّة كاملة كلّ 33 عاماً، والمقصود بذلك أنّه إذا أتى رأس في أول فصل الشتاء، فإنه يدور عبر الفصول، فيأتي في الخريف ثمّ الصيف ثمّ الربيع، ليأتي في الشتاء مرّة أخرى بعد 33 عاماً | |
---|---|
فرق السنوات بين التاريخين الهجري والميلادي إنّ الفرق بين التاريخَين الهجري والميلادي يبلغ ما يقارب 622 سنةً، إلا أنّ هذا الفرق يقلّ تدريجياً وببطء مع مرور الوقت، ويبلغ عدد أيام السنة الشمسيّة 365 يوماً و6 ساعات و9 دقائق و5 | م اقترح الفلكي المصري الأصل المعروف باسم سوسيجينس بالإنجليزيّة: Sosigenes بمساعدة من عالِم فلكيّ إغريقيّ أن تصبح السنة 365 يوماً لمدة ثلاث سنوات فقط، وهو ما يُسمّى بالإصلاح اليولياني القديم، وقد وافق يوليوس قيصر على ذلك، وتمت تسمية التقويم هذا باسم التقويم اليولياني، أمّا السنة التي تلي هذه السنوات الثلاث فستكون مكوّنةً من 366 يوماً وهي السنة الكبيسة؛ حيث لاحظ المصلحون أنّ السنة الفلكيّة مكونة من 365 |