انتهى من "دفاع عن الحديث النبوي" ص 18 | وكان اللازم بموجبها على المسلمين من أهل المدينة الدفاع عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وعن سائر المسلمين من أتباعه بكل ما لديهم من قوى حربية |
---|---|
والمرء يمكنه الدفاع عن ولده في ذلك النظام بكل أسلوب وفي جميع الأحوال حتى ولو كان ابنه خارجاً عن طريقة أهل البلاد ودينهم | ويبدو أنَّ موت أبي طالب كان مؤْذِنًا بذهاب كلِّ ذرَّة مروءة أو خُلُق عند معظم زعماء قريش؛ لأنَّنا رأينا في هذه المرحلة أنَّ مستوى التدنِّي في الأخلاق في التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ حدًّا لا يُمكن أن نستوعبه؛ خاصَّةً إذا علمنا شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبًا وأخلاقًا وقيمةً في مجتمع مكة، وإذا علمنا كذلك أنَّه في هذه الأحداث قد بلغ الخمسين من عمره، فهو شيخٌ له مكانته ووضعه، فوق أنَّه الصادق الأمين الذي يشهد له القريب والبعيد بالتفوُّق على أهل مكة؛ بل على أهل الأرض جميعًا، ثم ها نحن نجد السفاهة تصل بالقرشيِّين إلى هذا المستوى؛ الذي إن حدث من غلامٍ سفيهٍ استغربناه، فما بالنا نراه من زعماء كبار، وسادة متمكِّنين! وفاة أمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها على الرغم من أنّ الفترة التي سبقت عام الحزن كانت من أكثر المراحل صعوبةً خلال دعوة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في مكّة، فقد مرّ خلالها بالحصار في شِعب أبي طالب، والمحاولات المتكرّرة لصدّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- عن دعوته، إلا أنّ وفاة -رضي الله عنها- ترك أثراً كبيراً، وحزناً عميقاً في نفس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحبّ زوجته خديجة أشدّ الحبّ؛ فقد عاشت معه خمسةً وعشرين عاماً كاملة، وهي أطول فترةٍ قضاتها زوجةٌ من زوجات النبيّ معه، ولطالما كانت محبّةً ووفيّةً له، فقد كانت من أوائل الناس إيماناً بدعوته إلى الله تعالى، وكانت تمثّل له السند العاطفيّ والقلبيّ في كلّ محنةٍ كان يمر بها، كما في حديث رضي الله عنها، حيث قالت: كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا ذَكرَ خديجةَ أثنى فأحسَنَ الثَّناءَ، فغِرتُ يومًا فقلتُ: ما أكثرَ ما تذكرُها حمراءَ الشِّدقينِ قد أبدلَكَ اللَّهُ خيرًا منها، قالَ: ما أبدلني اللَّهُ خيرًا مِنها؛ قد آمنَتْ بي إذ كَفرَ بيَ النَّاسُ وصدَّقتني إذ كذَّبني النَّاسُ وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَنِيَ النَّاسُ ورزقنيَ اللَّهُ أولادَها إذ حرمني أولادَ النَّساءِ ، ولم يكن دور أمّ المؤمنين خديجة يقتصر على كونها الزوجة الحبيبة، الحنون، وإنّما كانت بمثابة المستشار الأول، والوزير المخلص، بالنسبة للنبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فقد كانت -رضي الله عنها- صاحبة عقلٍ ورأي، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ ، ولذلك كانت مصيبة موتها من أكبر المصائب التي ابتلي بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم |
---|---|
من الطريف أن قميص يوسف : — استُخدم كأداة براءة لإخوته | فكانت تردّ النبي ولا تقبل دعواه وتردُّه إما ردّاً جميلاً أو قبيحاً |
حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا ١١٠.
فاطمه زهرا فرزند محمد و خدیجه بود که تنها فرزند محمد بود که پس از وفات وی باقی ماند | |
---|---|
ومن ناحية المتن فيبعد أن يسميه الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه بذلك، وقد مّر عليه صلى الله عليه وسلم والمسلمون من المحن والشدائد الكثير، قبل الهجرة وبعدها، فقد روى الشيخان عن رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من ؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب |
ثانيًا: مسألة والضحك من المؤمنين أمر متكرِّر في قصص كلِّ الصالحين؛ فقد رأيناه مع الأنبياء السابقين، ورأيناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان المشركون في هذا الموقف يضحكون حتى يميل بعضهم على بعضٍ من شدَّة الضحك! و جاء في كشف الغُمة :.