ثم دخل على ابنته وعندها أبو "العاص" ، فقال لها : "أكرمي مثواه" | وزاد في أوجاع السيدة "رقية" أنها علمت أن أمها قد توفيت ، لكنها وجدت في أبيها -صلى الله عليه و سلم- ما يخفف عنها ألم الفراق ، ورأت في عطفه وأبوته ما أنساها من غم وحزن ، ولم يطل المقام بالسيدة "رقية" في "مكة" فهاجرت مع زوجها "عثمان" إلى "المدينة"، و وجدت فيها الراحة والسكينة ، ثم ما لبثت أن ابتليت بوفاة ابنها "عبد الله" وكان في العام السادس في عمره ، فأتعبها الحزن عليه ، ووقعت صريعة بالحمى فجلس زوجها "عثمان إلى جوارها يمرضها ويرعاها ، وفى هذه الأثناء خرج المسلمون إلى غزوة "بدر" ، ولم يتمكن "عثمان" من اللحاق بهم ، وتخلف عن شهودها بأمر من النبي -صلى الله عليه و سلم- |
---|---|
أصاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- في بداية مرضه صُداع شديد في رأسه وهو عائد من جنازة كانت في البقيع، ووضع عصابة على رأسه نظرًا لشدة الألم، وحينما اشتد به الألم استأذن أزواجه أن يقضي فترة مرضه عند عائشة -رضي الله عنها-، فأخذه الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- إلى حجرتها، وقبل 5 أيام من وفاته أحس النبي -صلى الله عليه وسلم- بخفة في جسمه وارتفعت حرارة جسمه -صلى الله عليه وسلم-، ثم اشتد عليه المرض، ودخل المسجد وعلى رأسه عصابة، وخطب بالناس وهو جالس على منبره، وصلى بهم الظهر | وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه إبراهيم: « إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرْضِى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» رواه البخاري |
رقيّة وُلِدت السيدة رقية في الجاهلية، وتزوجت -رضي الله عنها- بعد أختها زينب بوقت قصير، وكان قد خطبها عتبة ابن عم النبي أبي لهب، وتزوجت رقية من عُتبة بن عبد العزى لكنه لم يدخل بها، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم- طلقها.
15وكان له أربع بنات: زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد | وحدثت معجزة إلهية عند -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، حينما احتار الصحابة -رضي الله عنهم- في -صلى الله عليه وسلم- هل يجردونه من ملابسه أم يباشرون الغسل وثيابه -عليه الصلاة والسلام- عليه دون نزعها، فلما اختلفوا ألقى الله تعالى عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلِّم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، واستجاب الصحابة -رضي الله عنهم- لكلام المنادي، وفعلوا ما أمرهم به |
---|---|
وغضب النبي غضباً شديداً بسبب ما سمع حتى أخبر أصحابه: إذا لقيتُم هبَّارَ بنَ الأسودِ ونافعَ بنَ عبدِ القَيسِ فحرِّقوهما بالنَّارِ ثمَّ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال بعدَ ذلك: لا يُعذِّبُ بها إلَّا اللهُ ولكِنْ إنْ لقيتُموهما فاقتُلوهما | فاطمة السيدة -رضي الله عنها- هي أصغر بنات النبي -عليه الصلاة والسلام- وتُكنَّى بأم أبيها لأنها كانت تُلازمه وترعاه |
عبد الله بن محمد صلى الله عليه وسلم وهو ابن السيدة خديجة أيضًا،وَ سُمي الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد النبوة 3.