كانت إذاً وجهة مثالية للهجرة من المنظور العملي البحت | من المحطات البارزة في المرحلة المكيّة من دعوة الرسول محمد "الهجرة إلى الحبشة"، التي جرت في العام الخامس من دعوته |
---|---|
هاجر المسلمون الأوائل إلى مصر | مقارنةً بالبلدان الأخرى -داخل وخارج جزيرة العرب- فإن الحبشة كانت الخيار الأفضل إن لم تكن الخيار الوحيد |
وباستدعاء النجاشي وفداً عن المسلمين-مثلهم جعفر بن أبي طالب-عرض هؤلاء قضيتهم فأقرهم الملك على البقاء في بلاده، وعندما حاول عمرو بن العاص أن يؤلبه عليهم لمخالفتهم مذهبه في "طبيعة المسيح" تشدد الملك في حمايتهم إلى حد فرض غرامة على من يتعرض لهم، وتقول المصادر الإسلامية إنه قد أهان وفد قريش بأمره برد الهدايا.
23التحدي يظهر قراءة مسبقة للمشهد الحبشي عندما فشل القرشيون في الحيلولة دون هجرة المسلمين، حاولوا مطالبة ملك الحبشة بردهم إليهم، فأرسلوا عمرو بن العاص ومعه عبد الله بن أبي ربيعة محملين بالهدايا للملك ورجاله وبطارقته منعاً للاختلاط، البطارقة في المصادر التراثية قد تعني رجل الدين "بطريرك"، وقد تعني قيادات الجيش "باتارك"، والأرجح أنها الأخيرة خاصة وأن الحبشة لم يكن بها بطريرك وإنما أساقفة حيث كانت تتبع بطريركية الإسكندرية | فضلاً عن ذلك، فإن بيزنطة كانت تعاني حالة من الاقتتال الديني بين مذاهب المسيحية أو في شكل اضطهاد السلطة البيزنطية لليهود، فلم تكن ساحة آمنة لأي هجرة إسلامية |
---|---|
هاجر المسلمون الاوائل الى مصر | القلق الروحي ويبدو أن ثمة عاملاً شخصياً في النجاشي نفسه، هو ما يمكن وصفه بـ"القلق الروحي"، فقوله عند سماع الآيات القرآنية التي تناولت السيد المسيح بأن "هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة" يعكس تأثره بالجدل المذهبي وقابليته لتقبل أية رؤية توقف حالة القلق تلك |
الجدير بالذكر أن المؤرخين قد أكّدوا أن النجاشي كان قد أسلم وكتم إسلامه عن رجاله-حتى لا يثوروا ضده-إلى حد ذكرهم أن الرسول محمد حين بلغه عن طريق الوحي موت النجاشي قد صلّى عليه صلاة الغائب.
3