من المعلوم أن الليل في الشرع يبدأ بغروب الشمس؛ لكن قيام الليل الذي جاءت النصوص الشرعية تحث عليه وترغب فيه، هو ما بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر | أرجو أن تخبرني عن الآيات القرآنية والأحاديث التي تظهر مؤشرا واضحا على أنّ قيام الليل يبدأ بعد العشاء وينتهي قبل الفجر؟ بما أن الليل يبدأ عند غروب الشمس ، ونفطر عند غروب الشمس أيضاً ، لماذا لا يبدأ قيام الليل بعد المغرب؟ الحمد لله |
---|---|
الوترُ آخِرَ الليلِ أفضلُ قال ابن رجب: كان أكثر السلف يُوتِر في آخر الليل، منهم: عمر، وعليٌّ، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم، ورَوى وكيع، عن الربيع بن صَبِيح، عن ابن سيرين، قال: ما يختلفون أنَّ الوترَ من آخر الليل أفضلُ |
وذهب المالكية إلى أن الوتر لا يُقضى إذا تذكَّرَهُ بعد أن أدَّى صلاةَ الصُّبحِ، فإن كان تذكُّرُه للوتر لم يحدث إلا بعد الدخول في صلاة الصبح، فيُندب له إن كان منفردًا أن يقطع صلاة الصُّبح ليصلي الوتر، إلا إذا خاف خروج الوقت، وإن كان تذكُّرُه في أثناء ركعتي الفجر فقولان عندهم: أحدهما: يقطعها كالصبح، والثاني: يتمها ثم يُوتِر.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أحرص على الوتر في وقته الفاضل قبل طلوع الفجر ؛ ولكن أحياناً لا أستطيع فعله قبل طلوع الفجر ، فهل يجوز لي الوتر بعد طلوع الفجر ؟ فأجاب : " إذا طلع الفجر وأنت لم توتر فلا توتر ، ولكن صل في النهار أربع ركعات إن كنت توتر بثلاث ، وست ركعات إن كنت توتر بخمس وهكذا | هذا، وفي قضاء الوتر ووقته للعلماء أقوال أوصلها الشوكاني في شرح المنتقى إلى ثمانية، والراجح أنه يقضى أبداً، وهو قول الشافعية والصحيح عند الحنابلة، ويقضيه على هيئته، وذلك لحديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره |
---|---|
رواه البخاري 996 ، ومسلم 745 |
.