خواتيم سورة البقره. أسرار وفضائل خواتيم سورة البقرة

ورجح الطبري أن الآية محكمة غير منسوخة وقال عليٌّ —رضي الله عنه-: " ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام قبل أن يقرأ خواتيم البقرة"
ومن فضائلهما: أنهما وردٌ وإعاذةٌ من الشياطين في البيوت، فعند الترمذي وأحمد والدارمي والنسائي عن النعمان بن بشيرٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ" حسَّنه الترمذي وابن حجر وغيرهما ومن فضائلهما: أنها أُعطيهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء؛ لِما روى مسلم عن عبد الله بن مسعودٍ الحديث وفيه في قصة الإسراء، فأُعطي رسول الله ثلاثًا: "أُعطي الصلوات الخمس، وأُعطي خواتيم سورة البقرة"

أسرار وفضائل خواتيم سورة البقرة

عباد الله: مضى معنا في جمعةٍ سالفة في فضل سورة البقرة وما فيها وبها من الدرر المنتثرة، ومعنا في هذه اللحظات الفوائد المقررة من خواتيم سورة البقرة، خواتيم سورة البقرة أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وهي بهذه المثابة.

14
خواتيم سورة البقرة
ولما كان محل اعتقاد هذه التكاليف هو الأنفس وما انطوى عليه من النيات وثواب ملتزمها وعقاب تاركها إنما يظهر في الدار الآخرة نبَّه على صفة العلم التي بها تقع المحاسبة في الدار الآخرة
خواتيم سورة البقرة
كنز من تحت العرش.. فضل خواتيم سورة البقرة من السنة النبوية
وقوله سبحانه وتعالى: { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} الفرق بين الخطأ والنسيان: أن النسيان ذهول عن ما أمر به فيتركه نسيانا، والخطأ: أن يقصد شيئا يجوز له قصده ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله، فهذان قد عفا الله عن هذه الأمة ما يقع بهما رحمة بهم وإحسانا، فعلى هذا من صلى في ثوب مغصوب، أو نجس، أو قد نسي نجاسة على بدنه، أو تكلم في الصلاة ناسيا، أو فعل مفطرا ناسيا، أو فعل محظورا من محظورات الإحرام التي ليس فيها إتلاف ناسيا، فإنه معفو عنه، وكذلك لا يحنث من فعل المحلوف عليه ناسيا، وكذلك لو أخطأ فأتلف نفسا أو مالا فليس عليه إثم، وإنما الضمان مرتب على مجرد الإتلاف، وكذلك المواضع التي تجب فيها التسمية إذا تركها الإنسان ناسيًا لم يضر
{ ربنا ولا تحمل علينا إصرا} أي: تكاليف مشقة { كما حملته على الذين من قبلنا} وقد فعل تعالى، فإن الله خفف عن هذه الأمة في الأوامر من الطهارات وأحوال العبادات ما لم يخففه على غيرها { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} وقد فعل وله الحمد، { واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} فالعفو والمغفرة يحصل بهما دفع المكاره والشرور، والرحمة يحصل بها صلاح الأمور { أنت مولانا} أي: ربنا ومليكنا وإلهنا الذي لم تزل ولايتك إيانا منذ أوجدتنا وأنشأتنا فنعمك دارة علينا متصلة عدد الأوقات، ثم أنعمت علينا بالنعمة العظيمة والمنحة الجسيمة، وهي نعمة الإسلام التي جميع النعم تبع لها، فنسألك يا ربنا ومولانا تمام نعمتك بأن تنصرنا على القوم الكافرين، الذين كفروا بك وبرسلك، وقاوموا أهل دينك ونبذوا أمرك، فانصرنا عليهم بالحجة والبيان والسيف والسنان، بأن تمكن لنا في الأرض وتخذلهم وترزقنا الإيمان والأعمال التي يحصل بها النصر فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ، لم ينزل قط إلا اليومَ
الخطبة الثانية: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن فضائلهما: ما رواه أحمد والطبراني وأبو داود الطيالسي بسندٍ صحيحٍ عن أبي ذرٍّ —رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي"

خواتيم سورة البقرة

فسلَّم وقال: أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك.

21
خواتيم سورة البقرة مكتوبة قرَأ بهِما مِن ليلةٍ
ما بعد: عباد الله: فاتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ، واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون، استعدوا وتهيئوا فالرحيل قادم، وتخلَّصوا وخلِّصوا فالموت هادم، وأكثروا من الطاعات فالأعمال بالخواتيم، وتوبوا قبل أن تموتوا، فالعمر زائلٌ وهازم
خواتيم سورة البقرة مكتوبة قرَأ بهِما مِن ليلةٍ
ومن المناسبات: رفع الحرج والمشقة والنسيان والخطأ عمَّا كان مما سبق ذكره في هذه السورة من الأحكام لمن كانت هذه حاله، وهذه صفته
موقع الشيخ خالد
قال النووي في تبوبيه لصحيح مسلم باب الحث على قراءة الآيتين الأخيرتين من سور البقرة: وساق جملة من الأحاديث منها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي في ليلة الإسراء ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات