ولقد أخبر عن علمه في التَّفسير تلميذه مسروق والذي شهد له أنَّه كان يقرأ لهم الآية ويظلُّ في تفسيرها النَّهار بأكمله، وقد علل الصَّحابة علمه ذاك بأنَّه كان لصيقًا بالنَّبي محمد عليه السَّلام، فقد قيل: "ما أرى رجلًا أعلمَ بما أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ ، فقالَ أبو موسَى: إن تقل ذلِكَ ، فإنَّهُ كانَ يَسمعُ حينَ لا نَسمعُ ، ويدخلُ حينَ لا نَدخُلُ" | ويبدو أنّ ابن مسعود صار في آخر أمره إلى موافقة الجماعة، وإن كان قد احتفظ بالقراءة على حرفه؛ لأنّه أدرك أنّ الاختلاف الّذي وقع بينه وبينهم، إنّما كان في الحرف أو في الحفظ، وليس هذا من قبيل اختلاف التّضادّ |
---|---|
اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2021 | فَقَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِى الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ » |
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا له: حدثنا عن أقرب الناس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هديًا ودلاً وسمتًا فنأخذ عنه ونسمع منه، قال: هو ابن مسعود! اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان.
8قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَلَكِنِّى مُؤْتَمَنٌ قَالَ « فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ » | نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون وكان أول شىء علمه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكره الذهبي في سيره وغيره، عن لسان ابن مسعود أنه قال: قدمت مكة مع أناس من قومي نبتاع منها، فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فإذا هو جالس عند زمزم، فبينا نحن كذلك إذ أقبل رجل من باب الصفا عليه ثوبان أبيضان، كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد الحجر فاستلم واستلم الغلام واستلمت المرأة، ثم طافوا البيت سبعًا، ثم استقبل الركن فرفع يده، وكَبَّر وقام ثم ركع ثم سجد ثم قام، فأقبلنا على العباس نسأله فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته |
---|---|
وكان أول من جهر بالقرآن بمكة، وهاجر الهجرتين، وشهِد بدرًا والمشاهد بعدها، وكان من سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدى، وكان من نبلاء الفقهاء والمقرئين | اجتمع أهل الكوفة، وقالوا لعبد الله: « أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه»، فقال عبد الله: « إن له علي حق الطاعة، وإِنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها»، وردّ الناس، وخرج إلى المدينة |
انظر: صحيح وضعيف سنن الترمذي 3249 ن وأحمد 4047 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين مكرَّر سندًا ومتنًا | وقد ترك ابن مسعود عند وفاته ضيعة براذان فمات عن تسعين ألف درهم، سوى الرقيق والماشية |
---|---|
ولقد كان عبد الله بن مسعود أحد الصَّحابة الأربعة الذين أوصى بهم معاذ بن جبل وهو على فراش الموت، بأن يؤخذ العلم من عندهم، وقد قال عنه أبو موسى أنَّه حبرٌ في العلم والإفتاء بعد أن قضى في مسألةٍ بالوراثة، ولقد قال عنه الشّعبي أنَّه ما رأى أحدًا أفقه منه، ولقد أخذ عنه الكثير منهم عبيدة السلماني وشريح وعلقمة وغيرهم | وكان عمره وقت وفاته بضع وستون سنة |
وقد انتفع به من التابعين خلق كثير، وأخذوا عنه علمًا جمًا، حتى صاروا هم علماء الدنيا من بعده، فحدثوا عنه في الآفاق، ومن أشهر طلابه: علقمة، والأسود، ومسروق، والربيع بن خُثيم، وشُريح القاضي، وأبو وائل، وزِرُّ بن حُبيش، وعَبِيدة السلماني، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عثمان النَّهدي، والحارث بن سويد، وربعي بن حراش، وآخرون، كما روى عنه ابناه عبد الرحمن وأبو عبيدة وابن أخيه عبد الله بن عتبة وامرأته زينب الثقفية.