يقول: من ولد له ولد ولم يعمل له عقيقة وقد كبر الولد | وكذلك فإن الإنسان لو كان عنده مزرعة قال: هذه وقف لله تعالى، صارت الثمار في سبيل الله، يقول: في الفقراء، المساكين، أقربائي، أولادي |
---|---|
المنشورات التي توضع في المساجد تحث الناس على الصدقة؟ لا بأس إذا كانت حقيقية صحيحة تحث الناس على الصدقة نعم؛ لأنها ليست إعلانات تجارية، لعله التبس عليه أو يظن أنها داخلة في مسألة نشدان الضالة، أو التجارة، نقول: ليست كذلك |
وعن حكيم بن حزام ا قال: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى قَالَ حَكِيمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ» 20.
24قال ابن بطال: إن الخير ينبغى أن يبادر به فإن الآفات تعرض والموانع تمنع والموت لا يؤمن والتسويف غير محمود, زاد غيره وهو أخلص للذمة وأنقى للحاجة وأبعد من المطل المذموم وأرضى للرب وأمحى للذنب | |
---|---|
لأن المقام مقام تكثير وتضعيف، فالسبع في مائة سبعمائة، وغير السبع مائة أضعاف كثيرة فوق السبعمائة | وكذلك فإن هذا الرجل له ذرية والذي له ذرية يحب أن يحفظ أمواله حتى يبقيها للذرية والأولاد، وبالإضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الذرية ليسوا كباراً، وإنما هم ضعفاء |
وهذا منتهى الرحمة الإسلامية التي تشمل كل مخلوقات الله.
21أن تُعطى بنفسٍ طيبة ينبغى أن تُعطى الصدقة لمن يستحقُّها بنفس طيبة ووجهٍ بشوش؛ لما في ذلك من تطييب خاطرٍ للفقير، وقد جاء في الحديث الشريف ما يدلُّ على ذلك حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتاكمُ المصدِّقُ فلا يفارقنَّكم إلَّا عن رضًا" | ولا تمنّ عليه فتفسد صدقتك: هذا هو الشوط الأخير الذي ينبغي أن يقطعه المعطي وهو أن لا يصحب صدقته أو يعقبها بالمنّ والأذى فيفسدها ويضيع ما قدّم ويكون مثله كمثل البقرة الحلوب التي تحلب كمية ضخمة ثم تتبعها برفسة تسقي الأرض من حليبها ولا يستفيد صاحبها شيئاً إلا التعب الذي لحقه من جراء عمله |
---|---|
وهذا مثل قلّ من يعقله من الناس، فكل واحد تسوّل له نفسه إحباط الأعمال الصالحة بالرياء فهو يتأمل هذا المثل ويعرف عظم المصيبة التي تنزل عليه عندما يدخل في موضوع الرياء، أو يدخل الرياء في أعماله | سنابل من جموع القلّة، ومع ذلك مع أنها سبع لكن قال "سنابل" استعمل جموع الكثرة |
المسارعة في الصدقة من آداب الصدقة أيضًا أن يسارع المسلم بها في حال حياته، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}، بالإضافة إلى دفعها للأحوج من الناس، والقريب المحتاج أولى من غيره؛ إذ إنَّها تُحسب له صدقة ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
30