وهذه الآيات وإن نزلت في بعض المشركين كالوليد بن المغيرة، إلا أن فيها تحذيرًا للمسلم من موافقة من اتصف بهذه الصفات الذميمة | أو غير ممنون به علي، زيادة في العناية به صلى الله عليه وسلم، والتنويه بمقامه |
---|---|
ويقال : خلق الله القلم ثم نظر إليه فانشق نصفين ; فقال : اجر ; فقال : يا رب بم أجري ؟ قال بما هو كائن إلى يوم القيامة ; فجرى على اللوح المحفوظ | وقيل: المراد إنا لضالون طريق جنتنا وما هي بها |
وقيل: المراد بتسبيحهم لله ذكر الله تعالى وتوبتهم إليه حيث نووا أن يصرموها ويحرموا المساكين منها، وله وجه على تقدير أن يراد بالاستثناء عزل نصيب من الثمار للمساكين.
14سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ 40 سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَيْ قُلْ لَهُمْ مَنْ هُوَ الْمُتَضَمِّن الْمُتَكَفِّل بِهَذَا ؟ قَالَ اِبْن عَبَّاس يَقُول أَيّهمْ بِذَلِكَ كَفِيل | عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرًا منها، ووعدوا أنهم سيرغبون إلى الله، ويلحون عليه في الدنيا، فإن كانوا كما قالوا، فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا خيرًا منها لأن من دعا الله صادقًا، ورغب إليه ورجاه، أعطاه سؤله |
---|---|
قال : وهو قلم من نور طوله كما بين السماء والأرض | قوله تعالى: {قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين} تسبيح منهم لله سبحانه إثر توبيخ أوسطهم لهم، أي ننزه الله تنزيها من الشركاء الذين أثبتناهم فيما حلفنا عليه فهوربنا الذي يدبر بمشيته أمورنا لأنا كنا ظالمين في إثباتنا الشركاء فهو تسبيح واعتراف بظلمهم على أنفسهم في إثبات الشركاء |
أي: دعني والمكذبين بالقرآن العظيم فإن علي جزاءهم، ولا تستعجل لهم، فـ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ فنمدهم بالأموال والأولاد، ونمدهم في الأرزاق والأعمال، ليغتروا ويستمروا على ما يضرهم، فإن وهذا من كيد الله لهم، وكيد الله لأعدائه، متين قوي، يبلغ من ضررهم وعذابهم فوق كل مبلغ.
إن كيدي بأهل الكفر قويٌّ شديد | فلا يضر كعبا انتسابكم اليهم ، اذ هم الراس وانتم الاذناب ويُقال للسفلة من الناس ايضا الاكارع ، تشبيها بقوائم الدابة |
---|---|
قوله تعالى: {ن} تقدم الكلام في الحروف المقطعة التي في أوائل السور في تفسير سورة الشورى | فإذا بصاعقة مهلكة تصيب جنتهم في ظلمة الليل فتحولها إلى رماد ، في وقت كان أصحاب الجنة يغطون في نوم عميق |
وبعدما انصرف بدأ القوم يعاينون العذاب قبل أن يقع، فقذف الله في قلوبهم التوبة فآمنوا ولبسوا المسوح وأخرجوا المواشي وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، فعجوا إلى الله أربعين صباحاً فلما رأى الله منهم الصدق رفع عنهم العذاب.
27