قَالَ كَعْبٌ: فَأَنَخْتُ رَاحِلَتِي بِبَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَعَرَفْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصِّفَةِ، فَتَخَطَّيْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِ فَأَسْلَمْتُ | |
---|---|
وتَأْتِي السارِيَةُ بِمَعنى الأُسْطُوَانَةِ ويُرْوَى " غاديةٍ " بَدَلَ " سارِيَةٍ " وهي السَّحابةُ تأتي بالغَداةِ، وهي أيضًا مِن الصفاتِ الغالِبَةِ عليها الاسْمِيَّةُ، وفِعْلُها: غَدَتْ تَغْدُو |
ومَذْهَبُ الكُوفِيِّينَ أنه فَعْلُولَةٌ بالضمِّ كعُصفورةٍ، ثم كُسِرَتْ فاؤُه لتَسْلَمَ الياءُ ثم فُتِحَتْ لثِقَلِ كَسْرَةٍ وضَمَّةٍ ليس بينَهما حاجِزٌ حَصينٌ، ثم فَعَلُوا ذلك في دَيمومةٍ ونحوِه، حَمْلًا لذَواتِ الواوِ على ذواتِ الياءِ؛ لأنَّ ذَواتِ الواوِ في هذا البِناءِ أَقَلُّ.
24والمعنى: أَنَّها تَكْشِفُ بالابْتِسَامِ ثَغْراً هَذِهِ صِفَتُهُ | وعني العلماء والأدباء والمتصوفون بالقصيدتين، فألفت حولهما الشروح والمختصرات، وأخضعتا للمعارضة والتخميس والتثليث والتشطير، وأنشدتا في الأذكار، وترجمتا إلى كثير من اللغات |
---|---|
فأمَّا إن كان " فاعلٌ " اسْمًا، كحاجِبٍ، وكاهِلٍ، وعَارِضٍ، وحائطٍ ودَانِقٍ، أو صِفةً لِمُؤَنَّثٍ، كحائضٍ، وطالِقٍ، وطامِثٍ، أو لغيرِ العاقِلِ، كنَجمٍ طالعٍ، وجَبَلٍ شاهِقٍ، فجَمْعُه على " فواعِلَ " قِياسٌ |
وفيه دَليلٌ على ما قَدَّمْنَاهُ مِن أنَّ شَرْطَ حَذْفِ الموصوفِ فَهْمُ مَعناهُ لا كونُ الصفةِ مُخْتَصَّةً بجِنْسِه كما يقولُ ابنُ عُصفورٍ وغيرُه.
13المسألةُ الثالثةُ: اخْتَلَفُوا في الْخَبَرِ الْمَقرونِ بإلا بعدَ " ما " على أربعةِ أقوالٍ: أحدُها: وُجوبُ الرفْعِ مُطْلَقًا، وهو قولُ الجمهورِ نحوَ: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } ووَجهُه: أنها عَمِلَتْ لشَبَهِها بليسَ في النفيِ، وقد انْتَقَضَ بإلا فزَالَ الأَمْرُ الذي عَمِلَتْ لأَجْلِهِ | عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مَيْلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لُبُوسُهُمْ |