وقد جمع بينهما النووي رحمه الله فقال : وجوابه : أنها حمرة كدرة ، وهذا معنى " التربد " ، أو : أنه في أوله يتربد ثم يحمر ، أو بالعكس | من ذلك أن رجلين تقاضيا عنده,فادعى أحدهما أنه أودع لدى صاحبه |
---|---|
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» | وبعد ؛ فعلى من أراد أن يبلغ منزلةً ما في علوم الكائنات أن يصدق شيئا ألبتة من أقوال أولئك السفهاء ؛ فإنها نتائج جيل كفر ، وعصر جحود وإلحاد ؛ وهي دليل على خبث القلوب ، وفساد الضمائر ، وموت الأرواح في حياة الأبدان ، ولعل العالم لم ير قط رأيا أكفر من هذا ولا ألأم!! ويلزم هنا التنبيه على معنى ومفهوم الوحي اللغوي والشرعي |
أن يأتيه على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها.
15أي ، إلهي أرني كيف تحيي الموتى ، فقال تعالى له : أو لم تؤمن فقال إبراهيم بلى ، ولكن من أجل يصل إلى مقام ارفع ، ويصل إلى درجة فيصبح مظهر هو المحيي ، وإلا فهو معتقد بالمعاد ويعلم أن الله يحيي الموتى ، ولكنه أراد أن يفهم كيف يحيي الله الموتى ، وطبعاً هذا أيضاً ليس بتلك الصورة التي يريه الله كيف يحيي الموتى ، بل أراد أن يجعله الله مظهراً لـ هو المحيي فيحيا على يده الموتى ، وهذا هو أعلى مقام سأله إبراهيم الخليل عليه السلام | والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم في رُوعِي أي ألقى الوحي في خلَدي وبالي أو في نفسي أو قلبي أو عقلي من غير أن أسمعه أو أن أراه |
---|---|
من صور أنواع الوحي ما حدَّث به في هذا الحديث، وهو: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليه الوحي في هذه المَرَّة، وكان يُسمع له دويٌّ كدويِّ النحل، فلبث ساعةً من الوقت على هذه الحالة | رواه البخاري 2 ومسلم 2333 قال البغوي — رحمه الله - : قوله يأتيني في مثل صلصلة الجرس فالصلصلة : صوت الحديد إذا حرك ، قال أبو سليمان الخطابي : يريد - والله أعلم - أنه صوت متدارِك يسمعه ولا يثبته عند أول ما يقرع سمعه حتى يتفهم ، ويستثبت ، فيتلقفه حينئذٍ ويعيه ، ولذلك قال : وهو أشده عليَّ |
فالوحي أولا: إلقاء المعنى في القلب، وقد يعبّر عنه بالنّفث في الرّوع قال صلّى الله عليه وسلّم: «إن روح القدس نفث في روعي: إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب» وهو- بالضم- القلب والخلد والخاطر.
21