وتقول : «لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على شيءٍ من النوافِلِ، أشدَّ منه تعاهُدًا على ركعتَيِ الفجرِ | قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: فمنه الرواتب، وهي على المشهور التي مع الفرائض، وقيل: ما له وقت" ا |
---|---|
ومما سبق يتضح أن الفرق بين السنة الواجبة، والسنة المستحبة، هو أن السنة الواجبة إذا اتفق على تركها من بعض الناس فيجب قتالهم، السنن المستحبة في أغلبها سنن فردية، وواجب المسلم اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم |
فضل السنن الرواتب: فضل ركعتا سنة الفجر: عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» 12.
29الفرق بين السنن المؤكدة والسنن الرواتب يختص الدين الإسلامي وتشريعاته وأحكامه بما لا يختص به غيره، وهو من كماله وجماله، فقد شرع الدين في أفعال الناس ما يفرض عليهم ويوجب فعله حتى تبقى الرابطة بينهم وبين ربهم ودينهم متصلة وتأكد هذا المعنى مع انتشار الحياة المادية في العصر الحالي، وظهور أهمية وقيمة الجانب الروحاني في حياة الناس، ولذلك كان فيها أيضاً ما هو من السنن، والتي تعد دليل لمن أراد أن يقترب | وقد أمر الله تعالى الجاهل بسؤال العالم عما أشكل عليه فقال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل 43} فاحرص يا أخي على سؤال أهل العلم في كل ما أشكل عليك من أمر دينك ولا تستح من السؤال فقد قال مجاهدٌ رحمه الله: لن ينال العلم مستحيٍ ولا مستكبر، ولا تحتقر مسألةً أن تسأل عنها فربما تكونُ عظيمةً في نفس الأمر وأنت لا تشعر، واحرص على أن يكون سؤالك للعلماء مصحوباً بالأدبِ معهم والتوقير لهم، ونسأل اللهَ أن يفقهنا وإياك في الدين |
---|---|
والتي ثبت دليل مشروعيتها بالإتفاق مذكورة في حديث ورد في عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله عشر ركعات، ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح | ثالثا: حكم صلاة النوافل جماعة الأصل في صلاة النوافل والرواتب أن تصلى فرادى ، إلا ما وردت السنة بالجماعة فيه ؛ كصلاة التراويح ، والكسوف ، ونحو ذلك |
أنواع السنن النبوية نتناول في تلك الفقرة أنواع السنن النبوية بشكل تفصيلي فيما يلي.
فإن قال قائل: هل الأفضل التطوع في البيت حتى في مكة؟ قلنا: نعم، حتى في مكة، الأفضل أن تصلي النوافل في بيتك، وحتى في المدينة؟ نعم، وحتى في المدينة، الأفضل أن تصلي النوافل في البيت؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»، مع أنه قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام مسجد الكعبة»، وما ظنه بعض الناس من أن الأفضل في مكة أن تصلي النوافل في المسجد الحرام فهذا خطأ؛ لأن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عام، لكن إذا تقدمت للصلاة مثلاً في مكة، وصليت تحية المسجد، وأحببت أن تصلي ما أحببت من النوافل فهذا طيب، وفيه خير كثير | وممن قال بهذا العدد: الشافعية والحنابلة، وتكون السنة أحياناً راتبة لكنها غير مؤكدة، كأربع ركعات قبل صلاة العصر، فهي راتبة لأنها تابعة، وغير مؤكدة لعدم مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها |
---|---|
وقيل: هو محمول على أنه كان في المسجد يقتصر على ركعتين ، وفي بيته يصلي أربعا , ويحتمل أنه كان يصلي إذا كان في بيته الركعتين ثم يخرج إلى المسجد فيصلي ركعتين, فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في بيته, واطلعت عائشة على الأمرين |
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ بِأُمِّ الكِتَابِ؟" 9.
21