الإيمان بالكتب المنزَّلة معنى الكتاب المنزَّل: - هو كلام من كلام الله تعالى، فيه هدى ونور يوحي الله به إلى رسول من رسله بواسطة جبريل ليبلغه للناس | وقد أمرنا الله نحن المؤمنين بالإسلام الإيمان بكتاب الله التوراة وكتاب الله الإنجيل، فلا يصح إيمان المسلمين إلا بهذا الإيمان لهذه الكتب السماوية التي سبقت القرآن الكريم |
---|---|
ــ القرآن الكريم أشمل الكتب التي أنزلها الله عز وجل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أُعطِيتُ مكانَ التَّوراة السَّبعَ الطِّوال من البقرة إلى التوبة ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين من سورة يونس إلى الحجرات، أو إلى ق ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ فاتحة الكتاب، وقيل كل سورة دون المئين ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّل من سورة الحجرات إلى الناس رواه أحمد وصححه الألباني | فقد قال الله تعالى عن نزول التوراة: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ |
اسماء الكتب السماوية والرسل الذين نزلت عليهم تعد هي تلك الأحكام والشريعة التي قد أنزلها الله عز وجل في كتاب محدد للأنبياء والرسل كي يقتدي به الناس، وقد أنزل الله عز وجل تلك الكتب على الرسل مع الوحي وهو جبريل عليه السلام، كما تضمنت تلك الكتب الكثير من الأحكام والقيم والأخلاق التي ترشد الإنسان إلى الفضيلة وتبعدهم عن أفعال الشيطان ومن يهده الله عز وجل يمشي على نهجه وعلى نهج الكتب السماوية التي قد نزلت على جميع الرسل.
وممّا يبيّن منزلة لتّوراة ومكانتها عند الله عزّ وجلّ أنّه سبحانه وتعالى قد كتبها بيده، كما في حديث مُحاجَّة آدم لموسى، عن أبي هريرة رضي الله عنه: فقال آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطّ لك التّوراة بيده، أتلومني على أمر قدره عليّ قبل أن يَخْلُقني بأربعين سنة؟ رواه أبو داود، وابن ماجه، وغيرهما | وقد حفظ الله تعالى القرآن الكريم من التبديل والتحريف، حيث نزل مفرقاً وحفظه رسول الله والمسلمين، وتم جمعه في عهد أبي بكر الصديق خوفاً من الضياع بعد موت عدد كبير من الصحابة الكرام في حروب الردة وكانوا من حفظة القرآن الكريم، فتم جمعه من كتاب الوحي وحفظة القرآن الكريم وجرى ترتيبه والحفاظ عليه في كتاب واحد حتى وصل إلينا سليماً غير محرفاً ولو بحرف واحد، حيث تعهد الله تعالى بحفظه لأنه الكتاب السماوي الخاتم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ سورة المائدة، 48 |
---|---|
ويعتبر الإيمان بهذين الكتابين السّماويين أصلاً من الإيمان، ولا يصحّ إيمان مسلم بدونهما، ولكنّ الله سبحانه وتعالى أخبر بأنّ اليهود حرّفوا الكتابين، ويقولون هو من عند الله، ولكنّهم في الحقيقة حرّفوا الكلم عن مواضعه | ومن الكتب السّماوية التي أنزلها الله عزّ وجلّ التوراة، وذلك على سيّدنا موسى عليه السّلام، عندما أرسله سبحانه وتعالى إلى بني إسرائيل، قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ سورة المائدة، 44 ، وقد أنزلت التّوراة على سيّدنا موسى عليه السّلام بعد أن أهلك الله فرعون وقومه، ونجا موسى ومن معه من بني إسرائيل من بطشهم، قال سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ سورة القصص، 43 |
فهو المحفوظ لقيام الساعة من الزيغ والتحريف، لهذا فهو الدستور الكامل للبشرية الذي به يسترشدون على طريق الهداية ويتجنبون به طريق الضلال والفساد والغيّ.
30