يا طالب النجاة في الدنيا والآخرة! أَيُّهَا الأَوْلادُ، أَيُّهَا الأَبْنَاءُ: الْوَالِدُ لا يُرْضِيهِ إِلاَّ أَنْ يَرَى مِنِ ابْنِهِ إِقْبَالاً عَلَيْهِ بِقَلْبِهِ وَنَفْسِهِ، وَانْصِيَاعًا مِنْهُ لأَمْرِهِ، وَسَعْيًا لِتَحْقِيقِ مَا يَسُرُّهُ وَيُبْهِجُهُ، وَغَايَةُ الْبِرِّ أَنْ يَقْضِيَ الْوَلَدُ لَهُ حَاجَتَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ قَضَاءَهَا، وَيُقَدِّمَ إِلَيْهِ مَا لاَ يُبَيِّنُ لَهُ حَاجَتَهُ إِلَيْهِ، وَيُعْطِيَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ، فَرِضَا الْوَالِدَيْنِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، لَئِنْ كَانَ الْمَالُ ذُخْرًا فِي الدُّنْيَا، فَرِضَا الْوَالِدَيْنِ ذُخْرٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَالْوَالِدُ شَجَرَةٌ وَارِفَةٌ تَأْوِي إِلَى ظِلِّهَا، وَحِصْنٌ مَنِيعٌ تَلُوذُ بِهِ، وَسَيْفٌ قَاطِعٌ يَذُبُّ عَنْكَ، وَرَاعٍ يَحْمِيكَ، يُسْدِي إِلَيْكَ الْحِكْمَةَ الَّتِي تُبَصِّرُكَ بِشُؤُونِ دِينِكَ وَدُنْيَاكَ، فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَقَدْ خَسِرْتَ كُلَّ هَذِهِ النِّعَمِ، وَكَمْ نِعْمَةٍ لاَ يَعْرِفُ الْمَرْءُ قِيمَتَهَا إِلاَّ بَعْدَ زَوَالِهَا | فبعد أن ذكر ربنا عز وجل حقه على خلقه وذلك بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ذكر بعد ذلك حق الوالدين دليلاً على عظم حقهما فأمر بالإحسان إليهما ويدخل في ذلك جميع وجوه الإحسان القولي والفعلي والبذل والمواساة فالوالدان سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر |
---|---|
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمّا سأَلَهُ بعضُ الصحابةِ: «منْ أَحَقُّ الناسِ بِحُسْنِ صحابَتِي ؟ قالَ: أمُّكَ | فما هو اول سؤال ساله النبي عليه السلاة والسلام لهذا الرجل |
قالت : لئِنْ حَمَلَهُ خِفًّا ، فقد حمَلْتُهُ ثقلاً ، ولئِنْ وضَعَهُ شهوةً ، فقد وضَعْتهُ كُرْهًا.
16اقتباس وإذا كانت النفوسُ مجبولةً على حبِّ من أحسنَ إليها؛ فإن أعظمَ الناس إحسانًا، وأحقَّهم برًّا وحنانًا: الوالِدان الكريمان؛ فبِرُّ الوالدَين فريضةٌ لازِمة، وفضيلةٌ جازِمة، وصفةٌ كم هي حازِمة، وجوبُها حتمٌ مُؤكَّد، وأداؤُها عزمٌ مُوطَّد، لا عُذر لأحدٍ في جفائِها، أو التهاوُن في إبدائِها | |
---|---|
قال: ثمّ مَن ؟ قال: أمُّك | الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيك، أمر عباده ببر الوالدين، فقرنه بتوحيده، حيث قال سبحانه: وَاعْبُدُواْ اُ۬للَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَئْاٗ، وَبِالْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰناٗ ، والصلاة والسلام على على حبيبنا المصطفى، الذي امتثل أمر ربه، فرغب في بر الوالدين، وحذر من عقوقهما، فصلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين |
اللهمّ إنَّا نعوذ بك من عُضال الداء ومن شماتة العداء ، ومن السَّلْب بعد العطاء ، يا أكرم الأكرمين ، نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الذلّ إلا لك ، ومن الفقر إلا إليك | وإذا أراد أن يدخُل صنعَ مثلَ ذلك |
---|---|
قضيةٌ غفَلَ عنها فِئامٌ فلزِمَ التذكيرُ بها كلَّ آنٍ، قضيةٌ عظيمةٌ دون مَيْن، إنها -يا رعاكم الله- قضيةُ "برِّ الوالدين" والإحسان إليهما أمواتًا وأحياءً، قُربةً ووفاءً، ذُخرًا خالدًا وجزاءً |