فالحسد وهو من اهم الأمراض النفسية، وأشدها، نابع من الشك في صفة «الرزق» وصفة «الحكمة» و«العدالة» من صفات الله الحسنى، فان الإنسان اذا آمن بان الله هو الرزاق ذو القوة المتين، لا بخل في ساحته، ولا ينقص الجود والكرم لعباده شيئاً من خزائن رحمته، وانما يوسع على من يشاء من عباده بالرزق ويقدر على من يشاء لما يراه من حكمة ومصلحة تخفى علينا… اقول: … اذا آمن الإنسان بهذه الحقائق فلا يحسد الناس على ما آتاهم الله من الرزق والرحمة، فله ان يسأل الله ان يرزقه ما رزق غيره، فلو كانت المصلحة والحكمة تقتضي ذلك، فليس في ساحة الله تعالى بخل ولا ظلم، تعالى عن ذلك علواً كبيراً | وفي حديث آخر: "إنّ العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الرين الذي ذكر اللّه في القرآن: كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون |
---|---|
وعن الحسن، قال: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم | وعنى بالغمرة: ما غمر قلوبهم فغطاها عن فهم ما أودع الله كتابه من المواعظ والعبر والحجج |
ستغلق أمامه أبواب العودة: إلاّ أن يشاء اللّه ، وهذه الحال من أخطر ما تعرض للإنسان في حياته الدنيوية من حالات.
16نكون قد انتهينا من ادعية المستجابة والمكتوبة اكتب دعاء تتمني ان تحدث من خلال التعلقيات | فان القرآن يضمن سلامة قلوب المؤمنين، ويتعهد عمارتها في الدنيا ويضمن في نفس الوقت، وكنتيجة طبيعية لذلك سلامة هذه القلوب في الاخرة وعدم ابتلائها بعذاب الاخرة |
---|---|
حدّث عن ، ، وعلي بن غراب، ، ، وغيرهم | كما ان الامراض في الدنيا هي العقوبة التكوينية للاهمال بالصحة، وليس من قبيل الجزاء، كذلك عذاب الاخرة هوتجسيد لواقع ابتعاد الإنسان وانقطاعه عن الله تعالى في الدنيا |
فدخولهم جهنم نتيجة طبيعية لاحتجابهم عن اللّه تعالى وأثر لازم له، وممّا لا شك فيه إنّ لهيب الحرمان من لقاء اللّه أشدّ إيلاماً وإحراقاً من نار جهنم! و: ثمّ إنّهم لصالوا الجحيم.
القول الثّالث: إنّ الآية تجيب زعم اُولئك من أنّ القيامة حتى على فرض وجودها! فقد احتوى صدأ أعمالهم كلّ قلوبهم، فأُزيل عنها ما جعل اللّه فيها من نور الفطرة الاُولى وذهب صفائها، ولذا | |
---|---|
وقيل في شأن نزول الآية: إنّها نزلت بشأن النضر بن حارث بن كلدة ، ابن خالة النّبي ص ، وكان من رؤوس الكفر والضلال | وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل |