وهذه هِبة إلهية لزوار الإمام الحسين عليه السلام من لدن الله تعالى، بأن جعل الملائكة يصلون ويكون ثواب صلواتهم للزائرين، فهنيئا ثم هنيئا لكم, وليس هذا فقط إنَّما يستقبلونه إذا أراد الزيارة، ويودعونه إذا أراد الانصراف، وإذا مرض عادوه، ويستغفرون له | وروى الصّدوق عطّر الله مرقده عن عبد الله بن سنان قال : قال الصّادق عليه السلام : سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا امام هدى ولا ينجو منها الاّ من دعا بدعاء الغريق ، قُلت : وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا اللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ، فقُلت: يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ، فقال: انّ الله عزّوجل مقلّب القلوب والابصار ولكن قُل كما أقول : يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ، وحسب العابثين بالدّعوات اضافة وتحريفاً بما يقتضيه أذواقهم وطبائعهم التّأمّل في هاتين الرّوايتين والله العالم |
---|---|
نعم نحن عندما نزور سيد الشهداء فإننا نستلهم منه الدروس العظيمة " التضحية، الوفاء، إباء الضيم، المحافظة على الشرف والعرض، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الصلاة ، الدعاء ، قراءة القرآن ، الذوبان في حب الله سبحانه، كل شيء يرخص في جنب الله، | ماذا لو ذهب الإسلام ؟، ماذا لو ذهبت القيم التي جاء بها رسول الله ؟ أليس يضيع جهد رسول الله سدى؟ حاشا لله ذلك |
ثمّ ادعُ لنفسك ولابويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدّعاء ما شئت.
19قالت: بلى، قال: «الحسين بن علي عليهما السلام» | أو ابا جعفر يقول : من أحبّ أن يكون مسكنه الجنّة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم قلت : من هو؟ قال : الحسين بن على صاحب كربلاء من أتاه شوقاً إليه وحبّاً لرسول الله وحبّاً لفاطمة وحبّاً لأمير المؤمنين أقعده الله على موائد الجنّة يأكل معهم والناس في الحساب |
---|---|
أقول : مِن المستحسن أن يُزار بهذه الزّيارة خلف القبر مستقبل القبلة كما قال الشّيخ في التّهذيب ، ثمّ ادخل فانكبّ على القبر وقُل وأنت مستقبل القبلة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ، واعلم ايضاً انّ الى هُنا تنتهي زيارة العبّاس على الرّواية السّالفة ولكن السّيد ابن طاوُس والشّيخ المفيد وغيرهما ذيلوها قائلين: ثمّ انحرف الى عند الرّأس فصلّ ركعتين ثمّ صلّ بعدهما ما بدا لك وادعُ الله كثيراً وقُل عقيب الرّكعات : اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تَدَعْ لي فِي هذَا الْمَكانِ الْمُكَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً اِلاّ فَرَّجَتَهُ، وَلا مَرَضاً اِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً اِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً اِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً الاّ آمَنْتَهُ، وَلا شَمْلاً اِلاّ جَمَعْتَهُ، وَلا غائِباً اِلاّ حَفَظْتَهُ وَاَدْنَيْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ لَكَ فيها رِضىً وَلِيَ فيها صَلاحٌ اِلاّ قَضَيْتَها يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ | عن عبدالله بن مسكان قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : انّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات ويقضى حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفّعهم في مسائلهم ثمّ يثني بأهل عرفات فيفعل بهم ذلك |
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ.
2