وعليه؛ يتبين لك أنه لا يلزمك ما تفعله من حساب العائد من المباحات, وأخذ الراتب منه | وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم |
---|---|
وهذا من باب السياسة الشرعية ، أن يُعاقَب المجاهر بالمعصية بالهجر ، وعدم المعاملة حتى يَرعوي ، وهذا فيه مصالح لا تَخفَى ، مِن مِثْل : 1 — نُصرَته ، فإن الأخذ على يدِ السفيه نُصرة له ، كما في الحديث في نُصرة الظالِم | وعلى ذلك؛ فلا يَجوز الاتِّجار بالدُّخان، كما لا يَجوز تصنيعُه، ولا العمل في شيءٍ له صلةٌ به أصلاً؛ لأنَّ الوسائل لَها أحْكام المقاصد، وأنَّ ما يُوصَل به إلى الحرام يكون مثلَه، وقد نصَّ الفُقهاء على حُرْمة بيْع العِنب لِمن يتَّخذه خمرًا؛ لأنَّ في ذلك إعانةً له على مُنكره |
لقى الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هئية كبار العلماء، سؤالا خلال أحد الدروس الدينية يقول صاحبه: "أتاجر فى المعسل والدخان وليس لدى مهنة أعرفها غير ذلك وأريد أن أرضى الله فماذا افعل ؟ ".
6الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: القاعدة الفقهية تقول: كل ما ثبت ضرره ثبتت حرمته | حكم المال المكتسب من بيع الدخان بعد التوبة من بيعه فضيلة حقائق رئيسية |
---|---|
الربا وما يكسبه المرء من هذا المال، فمن اكتسب مالاً من الربا فقد حارب الله ورسوله | انتشر في عصرنا البيع بالتصريف، فيأتي المنتج والمورد إلى البقال والصيدلي وغيرهما فيضع عنده بضاعته، من خبز وحليب ودواء وغيرها ويبيعها عليه، فما باعه المشتري من البضاعة في وقت صلاحيتها فهي على المشتري |
فالدخان حرام، أفتى بحرمته جمع من الأقدمين والمعاصرين لخبثه وضرره، وما حرم تناوله حرم بيعه وشراؤه وزراعته وصناعته، فهو حرام بيعاً تناولاً شراءً صناعة زراعة، والمال المجني منه حرام، والذي يشتغل في تصنيعه ماله حرام.
9حكم بيع السجائر ابن عثيمين حكم بيع السجائر في الخدمة العسكرية 273160 تاريخ النشر : 14-08-2017 المشاهدات : 5173 الخط | وأما ما سبق من راتب عملك قبل علمك بتحريم بيع الدخان: فهو حلال لك -إن شاء الله- بكل حال، ما دمت جاهلًا بتحريم بيع الدخان، ولا يلزمك التخلص منه |
---|---|
الخبث النفس الطيّبة لا تحبّ إلّا الطيّب ولا تطيق الخبائث، والدّخان أحد الخبائث التي لا تتحمّلها النفس، حيث كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ينهى عن الخبائث ولا يحبّها، وأثبت ذلك الله -تعالى- في القرآن الكريم فقال: الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ | وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها، ولا ضرورة فيما ذكرته؛ لأن حد الضرورة المبيحة لتقحّم الحرام، هي وصول المكلف إلى حد إذا لم يتناول الحرام هلك، أو قارب، أو وصوله إلى درجة من المشقة لا تحتمل إلا بضرر كبير، ولا تندفع إلا بارتكاب الحرام |
نبذة عن الكتاب: - الروض المربع شرح زاد المستقنع، ومعه حاشية نفيسة للشيخ العالم: محمد بن صالح العثيمين - وتعليقات مفيدة من نسخة العلامة الشيخ.
16