المؤمن إذا رغب في استجابة الدعاء فعليه أن يحرص على الإخلاص لله في دعائه، والخضوع لله، وإحضار القلب بين يدي الله، والحذر من المعاصي ومن أكل الحرام، كل هذه من أسباب الإجابة، كونه يجتهد في أن يكون ملبسه حلال مشربه حلال مطعمه حلال داره استأجرها أو اشتراها من الحلال، يعني: يجتهد في أن تكون جميع تصرفاته على الوجه الذي أباحه الله، ويتباعد عن الأكساب المحرمة، هذا من أسباب الإجابة | علامات استجابة الدعاء في ليلة القدر وغيرها: لم يرد في الشرع علامات محددة لاستجابة الدعاء، فقد يعرف الإنسان ذلك عندما يجد أن ما طلبه من الله تعالى قد تحقق له بالفعل |
---|---|
الرابع : تحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، وبين الأذان والإقامة ، وعند الإفطار من الصيام ، وغير ذلك | وكذلك دعاء صلى الله عليه وسلم، فإنه دعا يوم الاثنين فلم يُستجب، له فدعا يوم الثلاثاء فلم يُستجب له، فدعا يوم الأربعاء بين الظهر والعصر فاستجيب له كما في حديث جابر، فقد يؤخر لحكمةٍ |
وعن أنس رضي الله عنه، قال: "كان النَّبيُ صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ أنْ يَقول: « اللهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» " صحيح.
19إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا | قال الإمام القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: { فَادْعُوهُ بِهَا} أي اطلبوا منه بأسمائه، فيُطلَب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتَّاح افتح لي، يا تَّواب تُب عليّ، وهكذا |
---|---|
فَذَهَبُوا بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أكْفِنيهمْ بمَا شِئْتَ، فانْكَفَأَتْ بِهمُ السَّفينةُ فَغَرِقُوا، وَجَاء يَمْشي إِلَى المَلِكِ | ومنها كذلك أن يبدأه الإنسان بالثناء على الله عز وجل فهو أهل الثناء |
ولا شك أن الدعاء له أجنحة، وله أسباب للاستجابة، فمن هذه الأجنحة أن يدعو الإنسان موقناً بالإجابة، فالإنسان المتردد الذي يحصل في ذهنه ما حصل في ذهن هذا السائل، فيقول: "دعوتُ، ودعوتُ ولم يُستجب لي" هذا لم يحصل بعد على هذا الجناح من أجنحة الدعاء، بل لا بد أن يدعو موقناً بالإجابة، وإن الله لا يملُّ حتى تملوا، فلذلك لابد أن يسأل الله سبحانه وتعالى موقناً بالإجابة، ثم لابد كذلك أن يكون الدعاء غير معتدٍ فيه، فالدعاء الذي هو بإثم أو قطيعة رحم أو فيه اعتداء لا يستجيبه الله، " يُستجابُ لأحدكم ما لم يدعُ بإثم ولا قطيعة رحم"، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء في الدعاء.
20