ورغم أن مذكراتها التي تحمل اسم متوفرة للبيع في القاهرة، إلا أن وقائعها الأشهر هي تلك المقتطفات التي تنسب إليها في وسائل الإعلام الرسمية أو عبر صفحات فيسبوك، ويقف وراءها خيال قارئٍ يحترف كتابة روايات الجيب المصرية الشهيرة | وفي محادثة خاصة، صرح مرسي بأنه يشعر أنه يفقد السيطرة على الوضع السياسي ويخشى أنه إذا أدى القتال الحالي إلى مقتل متظاهرين أو دبلوماسيين أمريكيين أو أفراد أمن مصريين أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فإن الوضع قد يخرج من السيطرة ويمكن أن تسقط حكومته |
---|---|
وأشارت الرسائل إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة آثرت خلال زيارة إلى الدوحة الالتقاء بالعديد من قيادات شبكة «قناة الجزيرة»، والحديث معهم لساعات على زيارة قاعدة العديد العسكرية الأمريكية في قطر | وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها "الربيع العربي" |
وكانت إحدى رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية، التي رفع عنها السرية في 2015، تناولت ما نقله دبلوماسيون أمريكيون حول مخاوف الرئيس المصري الراحل محمد مرسي من حزب النور وعلاقاته بالجماعات السلفية الجهادية في كل من سيناء وليبيا.
من بين إيميلات هيلاري المنشورة ما لن يفهم محتواه إلا بمعرفة سياق الأحداث خلال أيام الثورة الثمانية عشر، منها تلك المتعلقة بقرار أوباما إرسال فرانك ويزنر كمبعوث إلى مبارك لإقناعه بأنه يحتاج إلى إنهاء إعلان حالة الطوارئ والتعهد بعدم الترشح في الانتخابات المقبلة وأيضًا إعلان أن نجله جمال لن يكون وريثه في الحكم | انه الأمر نفسه الذي فعله باراك أوباما عندما صرح، في أفريل الماضي، انه ارتكب في حق ليبيا "الخطأ الأسوأ"، ليس بسبب تقويض هذا البلد، باستخدام قوات الناتو، تحت قيادة أمريكية، ولكن لأنه لم يخطط لـ"اليوم الموالي" |
---|---|
وللتأكيد على موقف هيلاري المتحفظ من أي تغيير مفاجئ للحكم في القاهرة، يمكن العودة إلى مذكرات آخر وزير خارجية لمبارك أحمد أبو الغيط ، والذي كتب فيها أنه وخلال رحلة خارجية إلى أديس أبابا وبينما كان المحتجون ما زالوا في ميدان التحرير يهتفون لرحيل مبارك، تلقى مكالمتين من هيلاري كلينتون تخبره فيهما أن على "القيادة المصرية" التصرف بحكمة والسماح للمظاهرات السلمية، وأن على مبارك أن يعلن عن إجراءات لم تسمها تنهي الأزمة | وكشفت الرسائل عن مواقف متقلبة للإدارة الأمريكية بشأن دعم حلفاءها في المنطقة وخطط مشبوهة تدعم الفوضى وحركات الإسلامي السياسي |
وتضمنت زيارات كلينتون للدوحة اجتماعات خاصة مع المدير العام لشبكة «الجزيرة» القطرية وضاح خنفر، والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية توني بورمان.
29