وعند مشاهدة الشخص يردد الصلاة على النبي في الحلم، فإن هذا يعتبر من الأمور المحمودة، ومن الرؤى التي لها دلالات خيرة للحالم، والتي تعود على حياة الرائي بتغييرات إيجابية | لذلك فإنه أمر جامع وأجمع عليه الفقهاء والعلماء من جميع المذاهب الفقهية |
---|---|
وقد واجهت هذه المحاولة التفسيرية مشكلة مع صدر الآية الكريمة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ | قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك |
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون : السلام عليك ، وهو لا يسمعهم ، ويقولون : السلام عليك ، وهم في بلد وهو في بلد آخر ، ونحن نقول : السلام عليك ، ونحن في بلد غير بلده ، وفي عصر غير عصره " انتهى | حكم الصلاة على غير النبي لا بد من التفريق بين الأنبياء وغيرهم في حكم الصلاة عليهم، فالصلاة على جائزة ومشروعة، وقد حكى بعض العلماء الإجماع على ذلك، لورود ذلك في عددٍ من الآيات والأحاديث، منها قوله تعالى: سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ، وأما الصلاة على غير الأنبياء؛ فإن كانت على سبيل التبعيّة كقولنا: ، فهذا جائزٌ بلا خلاف، ولكنهم اختلفوا في حال إفراد شخصٍ بالصلاة، فقال بعضهم بجواز ذلك، ودليل ذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، في حين ذهب جُمهور العُلماء إلى عدم جواز إفراد شخص عدا الأنبياء بالصلاة، لأن هذه الصلاة علامة للأنبياء في حال ذكرهم، فلا تجوز لغيرهم، وأما السلام فقد نقل بعض الشافعية أنه في معنى الصلاة فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء، أما السلام على الحاضرين فهو مشروح ، كقول "السلام عليكم" |
---|---|
، فقد ورد أن الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في يوم الجمعة وليلتها، قد يصل فضله إلى البراءة من النار، كما أن الإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوب فيها: «براءة لفلان من النار»، وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «استحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها» |